الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
موضة إسمها الدراسات العليا

بواسطة azzaman

موضة إسمها الدراسات العليا

نوزاد حسن

 

هل تشعر بالفراغ والانزعاج؟اذا اجبت بنعم.فلدي الحل السحري الذي سينقذك من فراغك وانزعاجك.عليك ان تدرس ماجستير او دكتوراه.بمجرد ان تبدأ دراستك ستشعر بانك سعيد,ومتزن جدا.وستشكرني على نصيحتي.

هل اتحدث بسخرية؟ربما هناك من يظن انني ساخر على طريقة الكاتب محمود السعدني,لكني اؤكد لكم لم اسخر ولكني نقلت الحقيقة ووضعتها على الورق امامكم.

وقد تسالونني كيف وجدت هذه الوصفة الغريبة للتخلص من الفراغ والانزعاج باللجوء الى الدراسات العليا.واتفق معكم ان كلمة الدراسات العليا مفزعة لمن لا يعرف ما يجري.وهناك من يعتقد ان مشوار الدراسات العليا يشبه صعود جبل عال قد يسقط من فوقه الانسان ويتحطم.

ما اراه من حولي غير سار.هناك ركض وراء الحصول على درجة علمية جديدة كمن يشتري بدلة جديدة.الامر بسيط جدا.البكلوريوس صار قديما ياجماعة.اذن لنحضر ماجستير.الراتب سيقفز قفزة قط بري.هيا ماذا تنتظر.ابدأ.ثم صار الماجستير في الجيب.ما القضية؟هل هناك بركة في هذه الايام لمن يسعى للحصول على شهادة عليا.لكني في الحقيقة لا ارى عند الكثيرين ذلك القلق الذي يشعر به الطالب في العادة.كل ما الاحظه ان فلانا يحضر للماجستير.وفي وقت قياسي تكون في جيبه.

  في احيان كثيرة التقط من حديثي مع الاخرين ما يفيدني.وعند حديثي مع شخص حصل على درجة علمية جديدة افرح وانا احدثه لانني اقنع نفسي ان محدثي بلقبه العلمي الجديد سيقدم لي حلاصة تجربته المفيدة.اتهيأ وانا اتحدث معه لاكتشف الاضافة التي حصل عليها.وابحث في كلماته عن سعادته التي عاشها وهو يحضر رسالته او اطروحته.واحيانا اشعر بالمتعة حين اشاهد باحثا يتحدث عن عمله بسعادة ويأمل ان تتحول افكار اطروحته الى عمل يخدم الناس ويفيدهم.

نادرا ما اعثر على طالب تفانى بهذا الشكل.هل اقول لا يوجد مثل هذا الطالب في هذه الايام التي اصبح كل شيء فيها يخضع لقياس المظهر؟اجيب يوجد لكن على عدد اصابع اليد الواحدة.

اذن هل نحن امام موضة تشبه موضة تعلم السياقة التي انتشرت بين النساء انتشارا ملحوظا.؟ربما

اتساءل دوما الى اين نمضي.وفي خضم هذه الفوضى الشديدة اتذكر استاذي الدكتور المترجم المعروف بسام البزاز وهو يقوم بعمله الترجمي دون ان يضع امام اسمه لقب دكتور.واصحح ايضا.ليس خطأ ان تضع امام اسمك لقب دكتور لكن ارني الاضافة والحماسة والرغبة في التغير.هذا هو الاهم.

 

 

 


مشاهدات 234
الكاتب نوزاد حسن
أضيف 2024/06/15 - 3:29 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 3:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير