التعليم والدراسات وفحص التعاطي
سعد جهاد عجاج
بعدما كان العراق خاليا من المخدرات لعدة سنوات ويا ويله من تسول له نفسه التفكير بادخاله من دول الجوار او تعاطيه او نقله وترويجه اصبح العراق بؤرة ملوثة ناقلة ومستهلكة ومصدرة . اصبح الشباب المستهدف الاول لهذه السموم لتدمير المجتمع والبلد و لتهديم ما تم بناءه لسنوات فاصبحت المخدرات متداولة بانواعها في المقاهي والاسواق والنوادي والكليات وغيرها ما دام هناك مستهلك، والتركيز في هذه الفترة على الشباب لانهم عمود كل مجتمع فاذا تآكل العمود سقط المجتمع وانهارت الدولة. اصدرت وزارة التعليم العالي مؤخرا اعماما يوجب على المتقدمين للدراسات العليا اجراء فحص طبي يؤيد سلامة الطالب من تعاطي المخدرات وهو بالعموم اجراء سليم لكن لابد ان تكون هناك نظرة شمولية لا ان تكون قاصرة ضمن حدود معينة. معلوم ان طلبة الدراسات العليا هم من الطلبة المتفوقين ذوي الطموح العلمي وهم ايضا حريصين على سلامتهم العقلية كما هم حريصين على سلامتهم العلمية للحصول على الشهادة العليا ولذلك اقحامهم في هذا الفحص دون غيرهم لا جدوى منه ولا اعتقد انه سيتم الكشف عن متعاطي واحد من مجموعهم. الصحيح في رايي ان يتم شمول جميع الطلبة في الدراسات الاولية بالفحص لانهم اقل انضباطا من طلبة الدراسات العليا ولان الكثير منهم يملأ المقاهي والنوادي والشوارع وكثير منهم مدخنين واصحاب نرگيلة وهي مسلك من مسالك التعاطي. ان اردنا الحفاظ على المجتمع وتحصين شبابنا فلا يجب ان يقتصر الامر على هذا وانما من ينوي الزواج يجب ان يخضع لفحص التعاطي وكذلك فحص القوى العقلية والاهلية لانشاء اسرة لان ملامح انهيار المجتمع باتت واضحة من خلال كثرة الجرائم وكثرة الطلاق وتفكك الاسر. الحلول الترقيعية لا تجدي نفعا ولابد من علاج شامل يقلع المشكلة من جذورها والا فان الحال لا يسر صديق.