إعلانات تؤثر سلباً على التعليم

لينا ياقو يوخنا

اعتمدت الكثير من الكليات الاهلية في الآونة الاخيرة على الإعلانات من اجل استقطاب الطلبة اليها. اما مضمون الإعلان فغالباً ما يتم التركيز فيه على فخامة البناء والاثاث الخاص بالكلية وعدد المختبرات التي تتضمنها والقاعات والاندية الموجودة فيها  كالنادي الطلابي اي مكان استراحة الطلبة دون التطرق الى تفاصيل اخرى مهمة ومكملة لاهداف الإعلان الا وهي الجانب العلمي.

وان تعريف الإعلان باختصار هو محاولة التأثير على المستهدفين من اجل تحقيق ربح مادي للجهة المُمولة وهذا ما تعتمده نسبة كبيرة من الكليات الاهلية التجارية البحتة لتحقيق ارباح مالية كبيرة عن طريق جذب اكبر عدد ممكن من الطلبة ممن اكملوا دراستهم الثانوية, وان هدف الإعلانات في تحقيق الربح هي من الاستراتيجيات المتبعة في القطاع او المؤسسات الخاصة منها الكليات الاهلية على ان يتم تقديم فائدة للمستهدفين كونهم يدفعون مبالغ طائلة مقابل ذلك, لكن الجانب السلبي والخطير في إعلانات الكليات كونها تسلط الضوء على الجانب المادي دون التركيز ايضاً على مضمون واهداف الكلية والاستراتيجية التي وضعتها لتحقيق التقدم والتفوق بمجال التعليم في المستقبل بالإضافة الى اجراء مقابلات مع الاشخاص المعنيين في المؤسسة سواء من الكادر الاداري او التدريسي كلاً بتخصصه ومعرفته لتوضيح ذلك مع اعطاء مختصر عن النتائج الايجابية التي تحققت على المستوى العلمي خلال السنوات السابقة, فهذا الجانب مهم جداً ومكمل للجانب المادي المتعلق بجمال تصميم الكليات وحداثتها. والا فأن هكذا إعلانات ما هي الا اساليب مخادعة تمارسها الجهات المُعلنة تجاه المُتلقين, وذلك لإهمالها الجانب العلمي للكلية وهذا ما سيفقد المؤسسة التعليمية هويتها الحقيقية التي تحاول هذه الجهات تزويرها وتزييفها بإيصال رسالة للجمهور المستهدف بأن قيمة الكلية ومكانتها متعلقة فقط بالجدران والسقوف والاثاث اما الجانب العلمي فهو غير مهم. لذا يجب وضع لوائح خاصة لهكذا إعلانات فهي تؤثر بشكل سلبي على ذهنية الطلبة ومقدار ادراكهم لضرورة وفائدة الالتحاق بهذه الكلية او تلك مما يؤدي الى فشل العملية التعليمية.