رياض أحمد.. صوت  خالد رغم رحيله

أجمل ما غنى الطور المحمداوي وإشتهر بطريقته الجميلة في الأداء

بابــل -  كاظـم بهـيّـة

يعد المطرب الراحل رياض احمد واحدا من مطربينا الذين يمتلكون لونا غنائيا وحسا مرهفا في اختيار المفردة الشجية، فقد  تمكن من اختطاف الاضواء الى جانب رموز الغناء العراقي ، لقد استطاع «رياض « خلال حياته الفنية ان يحفر اسمه في ذاكرة الناس وان يفرض نفسه بصوته الشجي والجميل كأحد المطربين بين معاصريه، امثال ياس خضر، حسين نعمة ، سعدون جابر ، فاضل عواد . فشق طريقه بجدارة وترك بصمة واضحة في الساحة الغنائية وفي اذهان المتلقين في حياته ،والذين كثروا بعد رحيله وحتى هذا اليوم وبشكل واسع وكبير .

 والراحل الفنان المبدع الذي نهل من نبع الاغنية العراقية الاصيلة ،والذي غنى واطربنا سنوات وسنوات ولم ينتزع اعجابنا به منا احد رغم رحيله ، لكونه فنان ذكيا ويقضا والذي خطا خطواته في طريق الالف ميل بخطوة واحدة  بعيدا عن الشهرة والمال .

و الراحل رياض أحمد ،عبد الرضا مزهر نجم عبد الله السباهي (المولود عام  -  1951   قضاء  التنومة  احدى مدن محافظة البصرة ) ،عشق الغناء والموسيقى ، فأشتهر بصوته الجميل الذي يحمل نكهة بيئته الجنوبية فغرس في ذاته حب الغناء ، دخل الاذاعة للاختبار فكان هاويا للغناء الريفي على الرغم من معارضة الاهل له  ، على الرغم من هذا اختبر من قبل اللجنة آنذاك ونجح ، فكان اول عمل غنائي له اغنية (الويل ويلي ) الذي تألق بها والذي صاغ الحانها الفنان الراحل احمد الخليل واذيعت  من الاذاعة آنذاك .  ونتيجة لهذا النجاح سجل العديد  من الاغاني الجميلة ، متمثلة (مجرد كلام -  آن الأون -  مرة ومرة )، وهي أغان حققت حضورًا جماهيريًا واسعًا في تلك الفترة. والتي لحنتها انامل  الملحن جعفر الخفاف وحينها شكل ثنائيا معه في بداية ظهوره،

اغنيات كثيرة

 بعدها طرح اغان كمرهن – كلمات طاهر سلمان ولحن طارق شعبان  -  من تزعل – أول درس -  تركتيني-  رغم كل الظروف-  طيبكم طيب جروحي-  ما أريد أشوفك بعد-  مجرد كلام-  مستاحش-  لحن  طارق الشبلي - يا أعدل الناس-  أحبك ليش ما ادري -  آن الأوان-  عود الحبيبك عود-  الولد نام-  لا تقولون شمات-  عينه شكبرها-  جوبي الدربيل-  بس أنا شكلت-  حن وأنا حن-  يا ناس دلوني-  ها خويه-  يا ماخذين الولف-  هلا يا نور العين – ولا والله مانادم – تريد الصدك لو لاله – انت البادي – سالفة صمتي– ما اريد اشوفك – اسف طيبكم – عرفت روحي انا – حبيتك – شالوا –اخـــذ ياماي-   اغنية اخذ يا ماي لعبد المهدي صالح عبد -  مـــــوهي البنية العلوية-  شالوا مابعد نلكاهم – خليني بحالي – سلم عليه – وووو......) اضافة الى عشرات الكاسيتات من الاغاني والمواويل والتي اداها بطور المحمداوي الذي اشتهر بطريقته الجميلة في ادائه .

كانت لرياض احمد، اليد الطولى في اداء الاغاني التراثية والفلكلورية بصوته المتميز بشفافيته والمعبر والمتمكن ، كل هذا كان وراء نجاحه في اغاني المطرب الكبير داخل حسن الذي احبه حبا جما، واجاد اغانيه متمثلة بالوجن – لو رايد عشرتي وياك – عاليالي – الولد نام – حولي عدنا الليلة – ياناس دلوني – وو......غيرها من الاغاني.

كان احمد موفقا باختياره للنص ، الذي يحمل المفردة المؤثرة من كلمات ابرز شعراء العراق الغنائيين امثال  نزار جواد و جبار الغزي وزامل سعيد فتاح وطاهر سلمان وكريم العراقي واسعد الغريري وكاظم الرويعي في اغنية (اول درس ) من الحان محمد نوشي وغيرهم من الشعراء المبدعين ،وكذلك اختياره للحن الشجي والاحساس الرفيع لكبار الملحنين منهم احمد الخليل وياسين الراوي وطالب القره غولي وطارق الشبلي ،وطارق شعبان وجعفر الخفاف وسهيل شوقي ، واخر ما قدّم رياض أحمد قبل رحيله عملان قبل وفاته بشهرين مقدمات غنائية، لمسلسلات عراقية وهما: المقدمة لمسلسل ( المساعيد) وهي من  كلمات كاظم السعدي وألحان سهيل شوقي، وأغنية المقدمة لمسلسل ( قلبه في المدينة) من كلمات وألحان سهيل شوقي، واخيرا ، برحيله فقدنا صوتا عذبا وموهبة كبيرة في عالم الاغنية العراقية الاصيلة . رحل رحلته الابدية  في 7 أذار 1997، إثر نوبة قلبية تعرض لها بعد خروجه من إحدى حفلاته الليلية ، لتطوى اخر اوراق مسيرته الغنائية التي امتدت لأكثر من 25 عامًا ، رحمك الله يارياض.