الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل للإخوان دور في حربي ليبيا والسودان؟

بواسطة azzaman

هل للإخوان دور في حربي ليبيا والسودان؟

خليل ابراهيم العبيدي

 

لم يعد التنظيم العالمي للإخوان المسلمين مجرد إطار سياسي لفكر الاسلام الإخواني ، ولم يعد الوعظ والإرشاد مسلكا مناسبا لنشر الدعوة الإسلامية ، إنما الولوج إلى السلطة في بلدان العالم العربي والإسلامي ووفقا لمنهج تدعمه دولا مثل تركيا وقطر وتتغاضى عنه دول الغرب الرأسمالي ، والغريب أن مواقف الدول الغربية وان كانت متفاوتة في درجاتها إزاء الإخوان ، إلا أنها لم تعد براغبة بالحد من نشاطها . كما وان تنظيم الإخوان منذ الراحل حسن البنا لم يكن إلا تنظيما سياسيا وله أذرع عسكرية مسلحة .أن ما يحدث اليوم في السودان من حرب أهلية وما سبقها من حرب بينية أخرى ليبية ليبية إنما يعود مردها إلى نشاط محموم لتنظيم الإخوان المسلمين ، الذي كان وراء انقلاب عمر احمد حسن البشير عام 1989 في السودان على زعيم حزب الأمة الصادق المهدي ، وكان وراء إشعال فتيل حرب الإخوان ( زب العدالة والبناء) بعد تراجع دور الحركة المدنية المتمثلة بحزب ( تحالف القوى الوطنية الليبية) على الاستقرار السياسي في ليبيا بعد انهيار نظام معمر القذافي .

الحرب في السودان والدور آلمهم للإخوان .

كان لتشتت التيار المدني بعيد الانقلاب الصوري على البشير عام 2019 ، وعدم اتفاق أطرافه حتى على قيادة الدكتور عبد الله حمدوك ، أن وسع المجال للإخوان بعد أن مكن العسكر في مجلس السيادة ( كما تشير التقارير ) قياداته من الهروب من السجون وتدخلهم في تخريب الاتفاق بين البرهان وحميدتي وبدء الصراع العسكري في أواسط نيسان عام 2023 ، وظهرت كتائب الاخوان في الكثير من ساحات المعارك  ، وظهرت القيادات الإخوانية الفاعلة ( وفقا لعضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي ) في شوارع المدن محرضة على الحرب ومعلنة تأييدها للقوات المسلحة مما أفقد القوات المسلحة بعضا من استقلالها الانضباطي المطلوب، وأدى ذلك إلى الانقسام المدني وعدم التأييد الشعبي  المطلق لقيادة الجيش .

دعم سريع

أن ادعاء الدعم السريع بأنهم وراء مطالب الشعب بقيام حكم ديمقراطي مدني كان وراء عدم الاتفاق مع البرهان ، ولقد كان لموقف كل من اثيوبيا وكينيا ومحاولة زج الايكاد في تشكيل تحالف ضد القوات السودانية دورا في تراجع شعبية الدعم السريع ومحاولة السعودية حل الخلافات منذ البداية بالتفاوض كان هو الآخر عمل ضد تمرد الدعم على مجلس السيادة السوداني ، ونظرا لإطالة الحرب فقد تداعت أطراف عربية ومؤخرا روسيا لدعم القيادة السودانية ، وانجلى الموقف في المساعدة  التركية والكويتية والقطرية ، وأطراف تميل للإخوان وتعمل على دعمهم في الخفاء ، وتشير المعلومات إلى قيام إيران مؤخرا بتزويد القوات المسلحة السودانية بالطائرات المسيرة ، وبالمقابل فإن الامارات تعمل على مساعدة الدعم السريع نكاية بالاخوان ، ونقلت مؤخرا قائد الدعم السريع بطائرة إماراتية إلى إثيوبيا التي تعمل ضد السودان الحكومي ، وصارت اثيوبيا تساعد الدعم السريع ومقاتلوا إقليم تيكراي الاثيوبي يساعدون العسكر في السودان ، وبالمجمل  فإن التيارات المدنية واليسارية لا تتضامن مع العسكر إلا فيما يخص سيادة السودان ومحتواه الوطني ، وان كل الأحزاب والتنظيمات السياسية لاتميل إلى أي من الفريقين المتحاربين ، غير أنها لا تقبل إلا بالشرعية التي تتمثل بوقف الحرب وإجراء انتخابات حرة نزيهة تمهيدا لحكم مدني حقيقي في السودان ، بعيدا عن هيمنة الإخوان على الجيش ومقدرات الشعب السوداني.بعد كل تلك التجربة الفاشلة لحكم البشير المغلف بالحركة الإسلامية طيلة ثلاثة عقود ، وقد كتب المفكر اليساري طه جعفر خليفة قائلا ،، كانت سلطة الإخوان المسلمين منذ انقلاب يونيو عام 1989 ، وستظل عضوية الجبهة القومية الإسلامية والمؤتمر الوطني اخيرا نموذجا لنقيض القييم الأخلاقية السودانية الرفيعة ، وشوهت فترة حكمهم اخلاق السودانيين ولا يكاد ينفرط مجلسا للسودانيين دون ذكر هذه الحقيقة ، كانت فترة حكمهم الإسلامية فترة مظلمة من تاريخنا المعاصر .

تهجير الملايين

أن التدخلات الأجنبية وانصياع أطراف الصراع لرغبات الآخرين كانت وراء استمرار القتال وتوسعه ، وكانت وراء تهجير الملايين من السودانيين وتعريضهم للعوز والمجاعة ، اضافة إلى تعرضهم للتغييرات الجوية التي باتت لا ترحم أحدا في هذا البلد المبتلى بالانقلابات منذ انقلاب ابراهيم عبود على الديمقراطية الوليدة آنذاك .

منذ سقوط نظام القذافي وأطراف عديدة تحاول التدخل والهيمنة على المقدرات الليبية ، سييما الاتراك والاوربيون ، وان ظهور سيف الاسلام القذافي كان وراء امتداد الأزمة الليبية ، وكان لدخول القوات التركية وتواجد قوات فاگنر الروسية أثرا مباشرا في احتدام الصراع بين الأطراف الليبية ، وكان لخليفة حفتر ومصر دورا مهما في تحديد مسار الأحداث على الأرض الليبية وتهذيب الموقف بعد أن كان سيؤدي إلى حرب دولية بلباس ليبي ،

منذ العام 2014 والصراع كان محتدما بين حكومة طبرق التي يقف خلفها مجلسا للنواب انتخب ديمقراطيا ، وهي ( حكومة معترف بها دوليا )،  وبين حكومة المؤتمر الوطني العام ( حكومة إسلامية) في العاصمة طرابلس . وتسمى حكومة الاتفاق الوطني ، واليوم يتركز الصراع بين حكومة الدبيبة بمساندة مليشيات الاخوان المسلمين وبعض القبائل العربية ، ويقف وراء الجمع الاسلامي المتحالف كل من تركيا حزب العدالة والتنمية ذراع الإخوان المسلمين السياسي في تركيا ، وقطر داعمة الإخوان في كل حدب ومكان ، أما حكومة طبرق فإنها محمية من قبل المشير خليفة حفتر وبمساندة مسلحة مصرية وبتأيد سعودي مكشوف ، ودخلت الويلايات المتحدة وبعض الأطراف الأوربية على الخط الساخن بحجة محاربة داعش ، وظلت ليبيا منذ نهاية عهد القذافي هي الأخرى كما هو الحال في السودان دولة بلا رأس واحد ، وتنتابها الأزمات والقتال بين فترة وأخرى . أن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين كان ولا زال نشطا للتعامل مع كل الدول تعاملا مؤثرا صار يعرض الاستقرار والاستقلال السياسي للكثير من الدول العربية والإسلامية مع تقارب ملحوظ بين الاخوان وإيران في الكثير من المناطق وآخرها الالتقاء في حرب حماس مع إسرائيل في غزة .


مشاهدات 823
الكاتب خليل ابراهيم العبيدي
أضيف 2024/06/10 - 4:27 PM
آخر تحديث 2025/10/09 - 5:45 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 9 الشهر 6161 الكلي 12046016
الوقت الآن
الجمعة 2025/10/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير