الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإدمان الرقمي

بواسطة azzaman

نبض القلم

الإدمان الرقمي

طالب سعدون

 

كانت الهموم والمشاكل التي يتعرض لها الانسان سابقا تسرق النوم من عينيه وتجعله يعيش في دوامة من التفكير والقلق وتشتت الذهن والضياع .. تغير الوضع الان فاصبحت التكنولوجيا هي من يسرق النوم باختراعاتها المتلاحقة وهذا هو الجانب السلبي من التكنولوجيا مع ايجابياتها الكثيرة.. لذلك فان النوم يعد اكبر منافس للتكنولوجيا فتعمل على أن تسرق منه الساعات لحسابها وهذا ما يحصل الان على مستوى افراد الاسرة كبارا وصغارا .

لا يختلف اثنان على فضل التكنولوجيا ووسائلها الحديثة في التطور وخدمة الانسان في كل مجالات حياته ولكن هناك جانبا يمكن أن نسميه  بالمظلم فيها ويصل الى مرحلة الادمان على الهاتف الذي لا تقل خطورته عن الادمان بالمخدرات ..

نسمع دائما من أخرين معنا ان الوقت الان يسير بسرعة أكثر من السابق .. الوقت هو نفسه ( اليوم 24 ساعة والفصول نفسها )  ولكن اختراعات واستخدامات  التكنولوجيا كانت السبب ، ناهيك عن كثرة  المشاغل والاهتمامات وحتى المعوقات والامورالجانبية غيرالمهمة  وضياع الوقت في امور لا نشعر بها باستخدام الاجهزة الحديثة  اصبحت كثيرة .

مشاغل الانسان اليوم اصبحت اكثر من السابق تسرق الوقت منه وتصرفه عن اشياء كانت تعد اساسية في حياته ونسبة كبيرة منها لا تتعلق بالعمل ولا بالاسرة أو التفكير في عملية التطوير عامة بل باشياء طرأت على الحياة بسبب التكنولوجيا وكأنها اصبحت لازمة من لوازمها وضرورة لا يمكن الاستغناء عنها والهواتف في مقدمتها ، تشغل بال الانسان وتصرفه عن التركيز والانتباه خاصة عندما يستغرق في متابعة موضوع ينسيه أين هو الان وفي أي مكان يسير ،، يسرح في عالم اخر بعيد ،  واذا  به يجد نفسه قد وقع في حفرة او اصطدم بجدار او عمود كهرباء وربما يفقد حياته ..

وما أكثر الحوادث بسبب الهواتف وفي المقدمة منها حوادث السيارات والتطورات التكنولوجية فيها التي لم تكتف بالهاتف بل زودتها بتلفزيون زاد من نسبة الحوادث كثيرا.

التكنولوجيا الرقمية لم تتح  للانسان فرصة للتامل والتفكير، وكانه الة مسيرة بجهاز يتحكم بها هو التلفون او وسائل التواصل الاجتماعي الاخرى  ..

ومهما فعلت الاسرة او الفرد للحد من الاثار الجانية للتكنولوجيا المظلمة والادمان عليها بما  في ذلك اثرها الصحي والنفسي على الطفل والمراهق  واثار الالعاب الالكترونية المدمرة فانها محدودة وقليلة بالقياس الى الجهد الكبير للشركات الرقمية وما تملكه من خبرات وخبراء تزيد من نسبة المتابعين وتشتيت الفكر بما تخترعه من اجهزة لا يمكن اللحاق بتطورها ..

كل يوم تاتي  التكنولوجيا بجديد يزيد من التشتت والضياع وسط عالم واسع يسرق النوم والانتباه والعلاقات الاجتماعية والاسرية .

هدف التكنولوجيا اعمى لا يعرف غير الربح .. لذلك نحن امام جهاز عالمي ضخم  يعمل على زيادة هذه المشاغل وسرقة وقت الانسان وتحويل هذا الضياع والتشتت الانساني الى اموال باختراع المزيد من الاجهزة .. كل يوم تاتي التكنولوجيا بجديد ..وقد لاحظنا كيف تحول المحمول على مراحل  سريعة من (الصرصور والطابوقة) وكانت مهمته الاتصال والاستقبال الى الاجهزة الذكية لمختلف الاستخدمات وكلها تزيد من تشتت الانسان وقلة تركيزه ويصرف الساعات الطويلة على اشياء لا تهمه بل تزيد من ضياعه وتشتته وسرقة النوم من عينه  .

الخلاصة : ان التطور التكنولوجي وخاصة في أجهزة الاتصالات أصبح حقيقة واضحة ليس على الصعيد المادي  العملي للانسان بل في الجانب الفكري والمعرفي ودخل في الحياة بكل تفاصليها بشكل لم يترك مجالا للانسان برفضه أو قبوله وإنما فرض عليه  حتمية الخيار الواحد ..

وبما أن (المحمول) أصبح حقيقة واقعة وضرورة في حياة الطفل والاب والام  وكل افراد الاسرة لم يعد الحديث مجديا حول اثاره الجانبية بقدر ما يكون التثقيف حول كيفية استخدامه بصورة صحيحة ومفيدة تحقق الغرض منه وعندها يكون التواصل والتفاعل مع التطور والعصرقد تحقق بصورة صحيحة وتكون ثورة التقنية قد أتت أكلها في التقدم وتحقيق أهدافها في البناء والتنمية وخدمة الانسان بكل مراحله العمرية ومواكبة حركة العالم العلمية والحضارية.

                     

كلام مفيد:

كلام مفيد اعجبني ( التكنولوجيا خادم مفيد لكنها سيد خطير ) ..

 

 

 


مشاهدات 273
الكاتب طالب سعدون
أضيف 2024/06/05 - 11:10 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 12:17 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 401 الشهر 11525 الكلي 9362062
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير