الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
طُفيليات الإعلام الرقمي

بواسطة azzaman

طُفيليات الإعلام الرقمي

أحمد العاني

الطُفيلي كما هو معروف كائن حي يعيش على كائن حي آخر ( المُضيف ) أو داخله ، ويستفيد منه ( بالحصول على المغذّيات مثلاً ) ، فثورة الاعلام الرقمي وأدواته وسهولة اقتنائها بدأت تقدم لنا طفيليات بشرية جديدة لا إخلاقية تغزوا هذا العالم الرقمي وذلك عن طريق انتزاعهم لثوب الأخلاق خارج اسوار هذا التطور ، وتتغذى هذه الطفيليات بطريقة النصب والإحتيال والمحتوى الهابط على ألجيل الديمقراطي الجديد ودعمهم لهذه الطُفيليات بالمبالغ المالية الرقمية والحصول على الشهرة السلبية بالألفاظ النابية والخادشة للحياء مقابل رسم الضحكة على شفاه الضحايا ، وايضاً بدأت هذه الشخصيات المُصطنعة تأثر سلباً على مُجتمنا نساءاً ورجالاً وشباباً تاركةً مخلفاتها في محاكم عراقنا العظيم من إبتزاز وطلاق وقتل ونهب وتجارة الممنوعات والتجاوز على الرموز الإسلامية أيضاً بالقذف والشتيمة وانتشار البطالة وضعف المستوى التعليمي ، تاركين خلفهم القيم الاخلاقية ، فبالرغم من استخدام هذه الطُفيليات للألفاظ الخادشة وتوجه الجمهور نحوهم على خُطى إتباع القطيع في ظل غياب الرقابة الأبوية فهي طامة كُبرى ، ويراودني هذا السؤال دائماً ، هل الجمهور يصنع وسائل الإعلام أم العكس ؟ وهل محاربة هذه الشخصيات هي تقييد للحريات ؟ حيث ان وسائل التواصل الإجتماعي تفتقر الى الرقابة التي نحتاجها اليوم كثيراً قبل فوات الأوان ومن ثم الوقوع في فخ الهاوية لما نشاهدهُ يومياً من مشاهد مُخزية وشخصيات سيئة لا يتجاوزون العقدين من أعمارهم ولربما أقل من ذلك  مستعرضين بنسائهم أمام الأنظار وحالاتهم تُدمي القلب ، فيُقال عنا مُستقبلاً ( غير مأسوف عليكم ) ، هذا لأننا  نتذوق ما صنعناه لأنفسنا ، فذوقوا ما كنتم تكنزون .

 


مشاهدات 325
الكاتب أحمد العاني
أضيف 2024/06/01 - 12:53 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:14 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 296 الشهر 11420 الكلي 9361957
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير