الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإعلام التسقيطي

بواسطة azzaman

الإعلام التسقيطي

ضرغام الدباغ

 

الصحافة في الغرب توصف حرة، ولكن وبسبب سنوات طويلة أمضيتها في أوربا: عمل ودراسة، وعمل، وإقامة  طويل، تولت أن الحافة الغربية حقاً لا يستلمون تعليمات عن الممنوع والمسموح، ولكنهم يلتزمون بخطوط بيانية وإحداثيات، نادراً منا يخرجون عنها. بل وحتى نجد (نعترف أنه ليس بالأمر الشائع) نجد تحريف للحقيقة، وتحويرها.

قرأنا وقتها في مجلة معروفة عالمياً بثقل وزنها وشهرة محرريها، أيان الحركة التي أدت لخلع الرئيس الروماني تشاوشيسكو، أن لتشاويشكو مئات الملايين في الدولارات في المصارف السويسرية، وبعد أيام قالت أنها عشرات الملايين، ثم كتبت عبارة « أموال طائلة «، وبعد شهر صرح أتحاد المصارف السويسري، أن تشاوشيسكو لا يمتلكك أموالاً في سويسرا، ولكن تشاوشيسكو كان قد قتل بعد محاكمة صورية / شكلية، ودفن.

مجلة عالمية

وسقط النظام الاشتراكي، ورومانيا ليست مدينة بدولار واحد. ومجلة عالمية الشهرة، تكتب وتصور ثلاثة سيارات بيجو من القطع الصغير، وتكتب تحته: أسطول سيارات القائد الفلاني. ونفس المجلة تصور خزانة ملابس زوجة أحد القادة الاشتراكيين وتظهر لقطة بضعة أحذية ربما سبعة أو ثمانية، على أنها عار وشنار، في حين هذا الأمر ليس بشيئ يستحق الذكر، وأي فتاة أنيقة في أوربا لديها مثل هذه الأحذية أو أكثر. مع العلم زوجة القائد الاشتراكي كانت أستاذة تدرس الفيزياء في الجامعة..!

بالضبط كما أشاعوا وروجوا، واشتغلوا كفرقة موسيقية تعزف نوتة موحدة، ربما بنغمات متفاوتة، أن العراق يمتلك مخزوناً من أسلحة الدمار الشامل، وربما .... ربما سوف يستخدمها ذات يوم، نعم ذات يوم، ولكن يوم مات نصف مليون طفل عراقي بناء على «سوف «، ودمر العراق من شماله لجنوبه، ولم يستغرق أقل من اعتذار، أكثر من ربع سطر « لم نعثر على أسلحة دمار « ولكن العراق كان قد صفي كدولة ومجتمع، وشعب تعرض لأعتى أنواع التضليل ..! وما تزال المحنة دائرة رغم الخطأ منذ 21 عاماً بالكمال والتمام.

وعندما نحدث شخصية من أوربا أو أميركا، يكتفي برفع حاجبه للأعلى بصمت ....

في أوكرانيا جرى تحريض إعلامي (مكتوب مرئي، مسموع) رهيب لإسقاط الحكومة لأوكرانية المنتخبة 2004 ولكنها لم تكن موالية للغرب، وطابع التحريض وتهييج الجماهير  كان علنياً وأمام العدسات، وفعلوا كل انواع المخالفات للقوانيين، وبتشجيع الاعلام الأوربي، وبعد استقالت الحكومة، فعلوا كل شيئ ليضمنوا وضعاً مناسباً للغرب. أرادوا أن يجعلوا من أوكرانيا حصان طروادة فولاذي في القرن الواحد والعشرين ..يقتحمون به روسيا الاتحادية، وهي ليست شيوعية ولا اشتراكية حتى ..! الآن يبحثون عن حلول بعد مقتل مئات الألوف، وتدمير بلد مزدهر.

في التاريخ السياسي العراقي المعاصر، يضع الكتاب المرحوم ناظم كزار في زاوية وينهالون علبه بالسهام والنبال، وبالطبع ناظم سعى ورائي لاعتقالي، وحين نجحت في الرحيل إلى دمشق، واصل مطاردتي هناك، مع العلم أننا كنا على درجة متقدمة في الصداقة، وحتى عائلية، وبيننا ذكريات نضال مشترك، قبل أن ينظم للتنظيم الحزبي الآخر، برأي أنه أخطأ، ولكن هذا لا يعني احراقه، والمبالغة في ذلك ... وبعبارة واحدة ناظم أسيئ استخدامه. ناظم بالتأكيد فعل أشياء سيئة، ولكن ما كان يفعله بالمعتقلين تبدو مجرد مزاح لما يحدث الآن ...

 

 

 


مشاهدات 111
الكاتب ضرغام الدباغ
أضيف 2024/06/22 - 1:59 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:14 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 296 الشهر 11420 الكلي 9361957
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير