الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحيادية بين السياسية والإعلام

بواسطة azzaman

الحيادية بين السياسية والإعلام

عمار العزاوي

 

الحياديةُ وعدمُ الانحياز او الانجرار ، لطرفٍ على حسابٍ طرفٍ اخر !!

اصبحَ الشغلَ الشاغل في مختلفِ المجالات وخصوصاً السياسية والاعلامية وحتى المجتمعية، وقبلَ كلِ حديثٍ علينا  ان نفسر ما هي الحياديّة؟

ففي معجم اللغة،، نجد أن الحيادي ، اسمٌ منسوبٌ إلى حيادٍ اي غير متحيّز، او غير متحالفٍ مع أيّة جهة أو كتلةٍ أو جبهة ما، أو أشخاصٍ متخاصمين، وهذا يعني أنك حتى إذا تحالفت وعبّرت عن الشعور فستكون منحازاً لكتلتهم وجبهاتها وستخرجُ من دائرةٍ مصطلحِ الحيادي، وهذا اهمُ ما يجب ان يتميز به او تكون صفة الحيادي او الذي يقف بمسافة واحدة من الجميع، وقد يعتقد البعضُ ان الحيادية، مثلا في مجال الاعلام هي في نقل الخبر فقط، أما كيفية تناوله فلا دخلَ للحيادية في الأمر، وهذا خطأٌ شائعٌ ولذلك نجدُ ان الكثيرَ من الإعلاميين والقنواتِ الاعلامية يقعون في هذا المطب؟؟، او يسلكون سلوكَ الممول او صاحب الوسيلة الإعلامية وبالتالي   يبتعدون عن الحيادية ويكونون في جهةٍ على حسابِ الاخرى، وذلك ايضاً لان كلّ شخص يرى الخبر من وجهة نظرهِ ومن خلفيتهِ الفكرية أو الثقافية أو الدينية ، فلا يمكنُ أن يجتمع الخبر كما هو في عقل كل ناقل ، او محاور؟؟، وهناك من يقولُ ان الحيادية مجرد شعاراتٍ؟، والحيادية المطلقةُ لا وجود لها ، فلكلِ مؤسسةٍ إعلامية توجهٌ ومصلحةٌ معينة، وحيادية الإعلام لا تعني أن يلغي الإعلامي نفسه، بل هي ألا يلغي الرأي الآخر ، وحين يتعلقُ الموضوع بالثوابت والقيم، فمن المفروض أن نتخلى تلقائيا عن حياديتنا ،  وانا اقول وأوكد على أهميةِ الحياد الإعلامي ، فعلى الإعلامي الالتزام به بغض النظر عن موقعه ، فهو كالشاهد ، والشاهدُ كالقاضي الذي يجب أن يكون حيادياً دائماً ، فمن أخلاقيات المهنة أن ينقلُ المذيع الحقائق كما هي، والمحاورَ وحتى الوسيلة الاعلامية ،وإن كان يعمل بمؤسسة لها اتجاهات معينة فعليه أن يبتعد عنها، حتى لا يسيء لنفسه، رغم ان الإعلام في الدول العربية والغربية عموماً هو اعلامٌ موجه، ونادرا ما نرى إعلامياً محايداً لكن ذلك لايلغي الفكرة من الاساس، بأننا نريدُ او نؤكد او نشجع الحيادية،خصوصاً وان ذلك انسحب على السياسة وأثرها وتأثيرها، واصبحت أغلّب الوسائل، تميل لهذهِ الجهة على حساب الاخرى وتقفُ في هذهِ الجبهة ضد الجبهة المقابلة، والشواهدُ والشواخص كثيرة، ولذلك نوكد ان الحدث والفعل السياسي دائماً وخصوصاً في عالمنا المتبدلٌ  والمتغير وحسبْ المصالحِ والمطامحِ والمواقف السياسية تتغير وتتاثر بالاجواء والافعال ، بين ليلةٍ واخرى وبينَ وقتٍ واخر،لذلك فثبات الموقف والنصح الحقيقي والوقوف بمسافة واحدة وبالحقائق والشواهد ، هو ماينجحُ ويديم الفعل والعمل الإعلامي والسياسي.

 ▫رئيس مركز اليرموك للدراسات والتخطيط الاستراتيجي.

 

 

 

 


مشاهدات 107
الكاتب عمار العزاوي
أضيف 2024/06/24 - 4:31 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 11:07 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 270 الشهر 11394 الكلي 9361931
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير