تأهيل القادة
عبد الحكيم مصطفى
قبل ايام رعى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، احتفالية تخرج الدورة الأولى للمعهد العالي لإعداد وتأهيل القادة ..النشاط ليس له اي علاقة بالرياضة ، ولكن هناك تساؤل قفز الى ذهني وهو لماذا لا تتبنى وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، فكرة اعداد ونأهيل قادة في المجال الرياضي ..قادة لادارة الاندية والاتحادات الرياضية ومديريات ومنتديات الشباب ، بالتعاون مع المعهد العالي لاعداد وتاهيل القادة ، بمحاولة حجز مقاعد للعاملين في المجال الرياضي بصفة رئيس او عضو هيئة ادارية في النادي اوالاتحاد ، او مديرشباب او مدير منتدى للشباب ، في الدورات القادمة للمعهد .. الخطوة الاولى نحو تفعيل الفكرة من وجهة نظري هي دراستها على نحو جيد من قبل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، ثم الذهاب الى التنسيق مع المعهد العالي لإعداد وتأهيل القادة ، لحجز مقاعد للعناوين الادارية السالفة الذكر .. مسوغات هذه الفكرة كثيرة منها ان ادارات النادي والاتحاد ، ومنتدى للشباب ، تعاني وبشدة من مشاكل ادارية جمة تراكمت من دون حلول ، حيث ان المؤهل المهني ، فضلا عن العلمي ، لا يساعد رئيس او عضو الهيئة الادارية على القراءة الصحيحة لواقع ومستقبل النادي اوالاتحاد ، ويكون اداء المهمة الادارية على سبيل اسقاط الفرض ، مما يعرقل نمو الفرق الرياضية ، و تصريح رئيس واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية الدكتور عقيل مفتن في الاسابيع القريبة الماضية حول ضعف كفاءة عدد من رؤوساء الاتحادات الرياضية ، وانعكاس هذا الضعف على اداء الاتحادات ، مؤشر مؤكد على الحاجة الماسة لتأهيل رؤوساء الاتحادات الرياضية ، حيث قال رئيس اللجنة الاولمبية لو كنت املك السلطة والقانون لذهبت باتجاه زج بعض رؤوساء الاتحادات الرياضية في السجن ، واكد ان بعض رؤوساء الاتحادات يعيشون على المال الحرام .. وقال ايضا ًيجب ان يترأس الاتحادات الرياضية رجال اعمال لتكون لدينا رياضة حقيقية .. و أشار الى سعيه لتعديل النظام الداخلي وإعادة سلطة الاولمبية على الاتحادات اولاً والأندية ثانياً .. والعقوبة التي طالت مؤخرا اداراتي ملعبي كربلاء والمدينة الرياضية ، عن تقصيرهما في صيانة ارضية الملعبين ، مؤشر على ان مفاصل وزارة الشباب والرياضة هي الاخرى تحتاج الى قيادات ادارية عليمة بتفاصيل عملها .. وكما هو معلوم فان المعهد العالي لإعداد وتأهيل القادة ، مؤسسة متخصصة بعلم الادارة ، وتقدم معلومات ثمينة عن مبادىء هذا العلم لكل من ينخرط في دوراتها.
ما يعرقل العمل الاداري الاندية والاتحادات ومنتديات الشباب هو عدم وجود الرغبة لدى الهيئات الادارية في تطوير ادائها ، والانكى من ذلك هو تشبث عدد من رؤوساء هذه الهيئات الادارية بالبقاء في مواقعها ، بحيث مضى على البعض اكثر من عقد من الزمان في موقعة دون تسجيل اي مؤشر على انه نجح في شغل منصبه ، وولّد هذا التمسك بالموقع الاداري دون استحقاق ، فراغاً ابداعياً واضحاُ في ممارسة العمل ، ودفع ويدفع ثمن هذا التخلف الاداري ، الرياضي المتمكن والفريق الرياضي المتفوق ، غياباً مستمرا عن منصات التتويج ، ويستغل الاداري غير المؤهل لشغل منصبه في الاتحاد والنادي ، البيئة الادارية الراهنة التي تغيّب الشفافية والمساءلة والمراقبة ، في كثير من اعمالها.
اذا تحولت الفكرة التي نقترحها في هذا المقام الى واقع ، فان على وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، ترشيح الاداري صاحب الخبرة الناجحة السابقة ، ذو الكفاءة المهنية والعلمية ، للانضمام الى دورة إعداد وتأهيل القادة ، لحماية المصالح الفنية والمالية لرياضيينا على مستوى الفئات العمرية كلها ، الذين ينشطون في فرق الاندية والمنتديات والمنتخبات الوطنية.