ضعف الإستجابة لأعطال الكهرباء يطيح بمسؤول صيانة حي العامل

إستمرار إنخفاض ساعات التغذية والشارع مستاء من تعثر الخدمة

بغداد – قصي منذر

واصل الانخفاض المفاجئ لساعات التغذية للكهرباء الوطنية في بغداد والمحافظات ، لليوم الثاني على التوالي ،برغم دعوات اطلقها المواطنين الى ايجاد حلول غير متعثرة لادامة الطاقة المجهزة ،مع اول موجة حر تجتاح البلاد. واستجابت وزارة الكهرباء لما نشرته (الزمان) على صدر صفحتها الاولى في عدد سابق بشأن تراجع ساعات التجهيز واجرت زيارات تفتيشية لمراكز الصيانة في بغداد. وقال بيان امس ان (الوزير زياد علي فاضل، أجرى جولة تفتيشية في ساعة متأخرة إلى مراكز الصيانة في منطقتي حي العامل والجهاد بجانب الكرخ ، بهدف الاطلاع بشكل مباشر على أداء الفرق العاملة ومدى جهوزيتها للتعامل مع الأعطال الطارئة)، وتسائل فاضل عن (معدل الأعطال والمعالجات المتبعة).

ضعف الاستجابة

 معرباً عن (عدم رضاه إزاء بعض الأرقام والإجراءات التي تم الاطلاع عليها)، موجها بـ (مدير مركز صيانة حي العامل بسبب كثرة الأعطال في قاطع مسؤوليته وضعف الاستجابة لمعالجة الخلل)، واكد فاضل ان (الاستجابة السريعة لطلبات الصيانة وتحسين كفاءة الخدمات، يحتلان أولوية خلال أشهر الصيف)، وتابع ان (أي تقصير في هذا الجانب لن يتم التساهل معه)، وشدد على القول (أهمية البقاء في حالة استنفار دائم، وتطبيق توجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ،بنزول المديرين إلى الميدان للإشراف المباشر على العمل)، واستمع فاضل إلى (مشاكل ومتطلبات فرق الصيانة، وأوعز بإعطاء صلاحيات كاملة لمسؤولي القواطع لتحسين ظروف العمل وتوفير المعدات الضرورية لضمان سرعة وفعالية الاستجابة للأعطال).

 ويتضح من موقف الوزارة وبياناتها ، وجود عمليات اعطال مستمرة مع ضعف نسبي لاستجابة ملاكات الصيانة. ويعد التراجع الكبير في مستوى تجهيز الخدمة مقارنة بالعام الماضي، ملموسا ليس من قبل المواطنين فحسب، بل هو ملموس من قبل الحكومة. الا ان ما دفع الشارع للتساؤل هذه المرة ،هو عدم افصاح الوزارة عن سبب تراجع التجهيز، ففي كل عام وعند تراجع ساعت التجهيز ، غالبا ما تخرج وزارة الكهرباء لاعلان ان سبب ذلك يعود لتراجع كميات الغاز المستورد من ايران او تعرض محطة لعطل مفاجئ او ارتفاع الاحمال وانفصال الخطوط او تفجير الابراج الناقلة زغيرها من الأسباب التي كانت الوزارة تحرص على إعلانها.وكان  رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ،قد اكد بمناسبة افتتاح 200 محطة تحويلية وثانوية للنقل والتوزيع في عموم ان (الوزارة ستخضع للتقويم خلال ذروة الصيف). واعرب مواطنون عن استياءهم (جراء تواصل تراجع ساعات التجهيز لليوم الثاني على التوالي ،  الذي جاء في وقت مبكر هذا العام وقبل ان تبدأ حرارة الصيف فعليًا). واكدت الوزارة في وقت سابق، أن الغاز الإيراني مستمر بالتجهيز وفق الاتفاق حيث يصل اكثر من 42 مليون متر مكعب يوميا. وقالت انها (قامت بفصل وعزل الاحمال ،الامر الذي سيمنع انهيار المنظومة الشامل).

 وفي شباط الماضي، اكدت ان معدلات تجهيز الطاقة سيكون الأعلى خلال الصيف. وكشف فاضل عن (اطلاق حملة كبرى لصيانة المحطات ،استعداداً لموسم الصيف)، مؤكداً أن (الموسم سيشهد أعلى معدلات إنتاج متوقعة نتيجة استقرار الغاز المجهز ،وبالتالي فإن ساعات التجهيز ستكون أعلى من الصيف الماضي).

وبدأ فصل الصيف في العراق رسميًا يوم السبت 1 حزيران ، ومن المتوقع أن يستمر لمدة 90 يومًا حتى الاعتدال الخريـــــفي في 22 أيلــــول/سبتمــــبر. ويعتبر الصيف أطول فصول السنة في العراق، حيث تشهد درجات الحرارة ارتفاعًا كبيرًا خلال هذه الفترة.يواجه المواطنون العراقيون معاناة كبيرة خلال فصل الصيف بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، حيث تعجز شبكة الكهرباء الوطنية عن تلبية الطلب المتزايد على الطاقة لتشغيل المكيفات والمراوح الهوائية لتبريد المنازل والمباني. ويضطر العديد من العراقيين إلى الاعتماد على مولدات الكهرباء الخاصة، التي تكلفهم الكثير من المال لشراء الوقود اللازم لتشغيلها.وتعاني البنية التحتية الكهربائية في العراق من التدهور والإهمال بعد عقود من الحروب والنزاعات والحصار الاقتصادي والفساد.

توسع عمراني

وزيادة الطلب على الكهرباء بسبب النمو السكاني والتوسع العمراني يفاقم المشكلة.ويعتبر انقطاع التيار الكهربائي أحد أكبر التحديات التي تواجه الحكومة العراقية، حيث يؤدي إلى احتجاجات شعبية واسعة النطاق خلال فصل الصيف.وعلى رغم محاولات زيادة إنتاج الكهرباء من خلال إنشاء محطات جديدة وترميم المحطات القائمة، الا ان نهب أموال المشاريع حال دون تحقيق الهدف.يدعو خبراء ومراقبون إلى ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في قطاع الكهرباء، بما في ذلك تحديث البنية التحتية القديمة، ومكافحة الفساد، وتنويع مصادر الطاقة باستخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.