الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأحداث الإسلامية .. بين الدين والسياسة

بواسطة azzaman

الأحداث الإسلامية .. بين الدين والسياسة

حسين سامي الجعفري

تضمّن الإسلام العديد من الأحداث والأفعال البارزة التي خلّدها التاريخ والتي ما زال ذكرها يصدح، ويتكرر إحياؤها بشعائر خاصة بين حين وآخر.

يأتي بهذا الصدد، الحدث الأكبر والأبرز في التاريخ الإسلامي، ألا وهو (يوم الغدير)، اليوم الذي جمع فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) جيشه وأصحابه في مكان يُدعى (غدير خم)، وألقى خطبته إليهم، وانتهى إلى اصطحابه ابن عمّه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ورفعه يده والقول: (مَن كُنتُ مولاهُ، فهذا عليٌّ مولاهُ). وهذا ما كان يريد تبيانه وإيضاحه للمسلمين بأن الإمام المرتضى هو وليهم وإمامهم والخليفة الأحق بعد رحيل النبي (ص).

وعندها فرح الناس وأخذوا يتباركون بينهم وبايعوا الإمام على خلافته أمام الله وأمام رسوله، وهذا حق وهبه الله تعالى لعلي بن أبي طالب، لما يمتلكه من القدرة المطلقة على حمل هذه المهمة الصعبة وممارستها بنصر ونجاح. فهو الكرّار غير الفرّار، وهو قالع باب خيبر، وهو الناصر والحامي لسيده نبي الله في معركة أحد، بعد ما فرّ معظم الجيش وقُتِل الكثير منهم.

ونحن كمسلمين لفخورين جدا بهذا الرجل الشجاع أن يتسيّد الإسلام ويتولّى أمر المسلمين، فهو في المكان والمنزلة المناسبتين له.

نأتي إلى ما هو شائع الآن في بلدنا العراق، خصوصا بعد أن أقرَّ البرلمان العراقي يوم الغدير عطلة رسمية، حيث تباينت الآراء والمواقف السياسية والاجتماعية بين مختلف أبناء البلد.نحن نشهد أن الإسلام قد تعرض إلى التفرقة بين أبناءه! وهذا ما يصاحبه أسف شديد، لكن «للدهر ما يفعل» و»للشيطان ما يوسوس»!.لذا فيشهد الإسلام أنه انشقّ إلى طائفتين كبيرتين، وما ذكرناه في الأعلى، يعتقد به ويوافقه أبناء الطائفة «الشيعية» فقط، وأما الطائفة «السنية» الأخرى، فهي لا تعتقد بذلك فحسب، بل تنافيه وتضده وتصفه بأنه بدعة ابتدعها الشيعة من ذاتهم، فمنهم من ينكر هذا الحدث من الأصل، ومنهم من يقول بأن المعنى من ذلك الفعل، ليس لغرض تنصيب علي خليفة على المسلمين، إنما لأغراض أخرى.وكامل الحرية للناس فيما يعتقدون وفيما يطرحون من آراء سلمية. لكن من وجهة نظر شخصية، نحن أبناء بلد يضمّ العديد من الأديان والطوائف والمذاهب والقوميات، وكلهم يختلفون في بعض الأمور، وبلا أدنى شك أنهم يجمتعون سوية تحت خيمة وطنهم العراق وفي حب الوطن.فلا يمكننا فرض ما يعتقده البعض على البعض الآخر! وهذا ليس من الإنصاف والمساواة والمهنية الإسلامية المنصفة.إن «مفهوم حدث يوم الغدير عند الشيعة» يرفضه ويعترضه المفهوم السني له! فهذا ما دوّنه وأرّخه تاريخهم الذي نصّ على أن الخليفة الأول الشرعي للنبي محمد (ص) ليس علي بن أبي طالب، إنما غيره، وعلي يأتي بالتسلسل الرابع للخلفاء الذين عقبوا حكم المصطفى للإسلام.هذا هو مفهومهم، لذا وكما قلنا ليس من حقنا سياسيا أن نمتثل فيما يخص يوم الغدير إلى المعتقد الشيعي ونترك المعتقد السني، فللسنة مكانة سكانية كبيرة في العراق، يجب المساواة بينهم وبين غيرهم، فعندما تُعطى عطلة ليوم الغدير، بإمكانهم أيضا المطالبة بجعل يوم السقيفة عطلة كذلك!

نعم، قد يعتقد البعض أن حدث سقيفة بني ساعدة هو حدث انقلابي غاصب، لكن هذا من الجانب الشرعي والعقائدي ومن فرقة معينة من المسلمين، أما ما تطرقنا إليه فهو جانب سياسي ويجب مراعاة الطرفين فيه!.

 

- بغداد

 


مشاهدات 396
أضيف 2024/06/01 - 12:07 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:11 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 269 الشهر 11393 الكلي 9361930
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير