الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بين مؤتة وغزة رسالة نبي

بواسطة azzaman

بين مؤتة وغزة رسالة نبي

عبد الكريم احمد الزيدي

 

لا نزال ومنذ السابع من تشرين الأول 2023 ونحن نرقب أحداث القتل والتشريد والإبادة لشعبنا الصامد الصابر في غزة العزة والنصر وما أقدم عليه ولازال الكيان الصهيوني المحتل من أعمال يندى لها جبين الإنسانية وهو يستهدف بماكنته الحربية وبإسناد من دول الشر الأطفال والنساء على حد سواء والعُـزَّل من الرجال والشيوخ في حملة للإبادة الجماعية لم يشهد لها العالم الحديث من شكل وتشبيه ، والذي زاد على هذه المجزرة البشرية ما نراه من تخاذل وانهزام قلّ نظيره للحكومات والدول العربية والإسلامية دون أن تقدم حتى دعماً انسانياً وعوناً مادياً يسهم في إنقاذ اهل غزة من الموت والجوع والتشريد .هذا الحال الذي رجع بنا إلى السنة الثامنة للهجرة حين ارسل نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام احد الصحابة وهو الصحابي الشهيد  « الحارث بن عمير الأزدي « برسالة إلى الروم يدعوهم بها إلى الإسلام ، لكن العرب من الغساسنة الذين يوالون الروم اعترضوا الرسول وهو في طريقه لإيصال رسالته وقتلوه قبل أن يبلغ قصر الحكم الروماني البيزنطبني.هذا الأمر غير المسبوق عند العرب في قتل الرسل أشتد على رسول الله عليه الصلاة والسلام عند ورود خبر مقتل رسوله إلى الروم وأمر بأعداد جيش قوامه ثلاثة الاف جندي وجعل قيادته في زيد بن حارثة ومن بعده جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة « احد شعراء الرسول « ، نعم انها رسالة النبي عليه الصلاة والسلام أن يبعث بجيش يقارع به اعتى وأقوى قوة على الأرض في حينها ليس بهدف الغزو وتركيع الروم للأسلام بالسيف ولكنها المرؤة والشرف والأخلاق لقتل صحابي واحد حمل رسالته للدعوة إلى دين الله والرواية معروفة في مؤتة وهي ولاية في الإردن الآن كانت تحت الحكم البزنطيني بعد أن وقف قادة الجيش الإسلامي ينازلون بعددهم مئتا الف جندي من الروم والعرب الغساسنة الذين تحت لوائهم وفيها استشهد القادة الثلاثة تباعاً حتى تنازع المسلمون في إمارة الجند التي وضعت تحت قيادة خالد بن الوليد الذي استشعر فارق العدة والعدد واستطاع بدهاء تكتيكي لسحب الجيش المسلم بلا هزيمة أو خسائر كبيرة في الصفوف والعودة إلى المدينة بعد ان نال من الروم ومن العرب المنضمين معهم ثلاثة الاف وثلاثمائة وخمسون قتيلا فيما استشهد من المسلمين اثنا عشر شهيدا بضمنهم قادة الجيش كما تشير الروايات ..ونحن نتذكر هذه الملحمة التأريخية للمسلمين وما آلت بعدها من انتصارات للمسلمين في الفتوحات الإسلامية وفارق العدة والعدد في كل فتح وانتصار لابد لنا ان نعتبر ََمن رسالة نبينا عليه الصلاة والسلام وأن نرفع ايادي الرجاء والغوث بنصرة أهلنا في غزة وهم عراة جياع عزَّل بلا مأوى أو معين وأن نبارك لشهدائنا بمنازلهم في جنان عدن عند مليك مقتدر  ، أقول هذا ونحن على يقين بنصرة القضية وأهلها وهذا التأييد غير المسبوق من شعوب العالم على صبر وصمود أهلنا في غزة والوقوف أيماناً بنصرتهم على الكيان المحتل ومن يقف وراءه وما ذلك على الله بعزيز ..

 

 

 

 


مشاهدات 389
الكاتب عبد الكريم احمد الزيدي
أضيف 2024/05/27 - 6:15 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 9:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 320 الشهر 11444 الكلي 9361981
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير