الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سيناريو وفاة الرئيس الإيراني وتداعيات ما بعده

بواسطة azzaman

سيناريو وفاة الرئيس الإيراني وتداعيات ما بعده

ماهر جبار الخليلي

 

منذ الساعة الواحدة من ظهر يوم امس الاثنين 19 ايار 2024  الى صباح هذا اليوم الثلاثاء تسمرت الحواس لملايين البشر في العالم امام شاشات التلفاز او في وسائل التواصل الاجتماعي من اجل التقاط اشارة عن حادث اختفاء طائرة الرئيس الايراني وما اكتنفها من غموض وتساؤلات واستفهامات لا يمكن الركون اليها او تصديقها حتى اعلان الفاجعة بوفاة جميع من كانو عليها وعددهم ثمانية.

الحادث الكارثة أسفر عن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومرافقيهما في سقوط مروحية شمال شرقي إيران مع ثلاث ضباط من المرافقين حسب وزارة للدفاع الايرانية.

جاء الحادث في وقت تشهد فيه ايران والمنطقة زوابع واعاصير امنية وسياسية ولا تتحمل توتر كبير اخر قد يسهم في اشعال حرب تبدا ولا تنتهي لسنين قادمة .

   في ظل هذه الاحداث برزت اسئلة عديدة عن الاسباب اذا فرضنا انه حادث عادي ومنها: 

1) لماذا مروحية  وليست طائرة رئاسية مؤمنة ؟

2) لماذا الطيران في ظروف جوية صعبة؟

3) لماذا خط السير غير مؤمن جويا وارضيا ؟

4) هل تاثرت ايران اقتصاديا نتيجة للحصار الى درجة عدم تامين قطع غيار  للطائرات الرئاسية؟

5) لماذا تم الاستعانة بالخبرات التركية والروسية ؟

وهي اسئلة حقيقية ومشروعة لمن له اطلاع على الواقع الايراني وما يتوفر فيها من امكانيات وخبرات.

اما اذا ما افترضنا ان الحادث جاء بتدبير وفعل فاعل فان الامور ستختلف تماما وتدخل المنطقة في متاهات متعددة لاسيما اذا ما وجهت اصابع الاتهام الى إسرائيل واذربيجان  فان الرد الايراني سيكون اعلان حرب عالمية ثالثة .

ارتدادات داخلية

من وجهة نظري سيكون لهذا الحادث ارتدادات في الداخل الايراني قبل ان تكون تأثيراته في دول الجوار،  فالمحافظين فقدوا اثنين من الصقور  الذين ضمنوا من خلالهم مدة كافية لتوحيد الصف الايراني والحد من تنامي حظوظ الاصلاحيين.

منذ قيام  الثورة الإسلامية عام 1979 لغاية الان تعرضت ايران الى هزات كبيرة وزلازل سياسية وامنية متعددة  لكنها تجاوزتها في كل مرة وبكل ثقة واقتدار بفضل وجود قادة اكفاء مثل السيد الخميني ورفسجاني واخرين الذين نهضوا بالدولة في اصعب اوقاتها.

وفاة رئيس جمهورية دولة مع وزير خارجيتها وعدد من المسؤولين بكارثة مثل هذه يجعل العالم اليوم يدخل في حسابات جديدة.

التداعيات لن تتوقف عند الداخل الإيراني وانما ستشمل المنطقة برمتها والبداية ستكون مع عملية التعافي من الصدمة واستيعابها مرورا بالحصول على نتائج التحقيق في الحادث الذي اعلنته الحكومة الجديدة بقيادة محمد مخبر الرئيس البديل والذي كلف باجراء انتخابات خلال خمسون يوما حسب نص الدستور.

الانتخابات القادمة لن تكون سهلة لاسيما اذا ما تذكرنا تداعيات الانتخابات السابقة التي فاز بها رئيسي والتي جاءت بعد تصاعد وتنامي حظوظ الاصلاحيين وكلنا يعلم  الاجراءات القانونية والسياسية والقضائية التي ادت الى اختيار ابراهيم رئيسي لرئاسة الجمهورية الاسلامية كثامن رئيس لها.

سوف يتجدد الصراع وسيكون هناك  حرب اعلامية وتحشبد واتهامات وتسقيط من اجل استثمار حادث الطائرة ولذلك ستكون دولة ايران على المحك اذا ما حاول الغرب التدخل واستغلال الموقف.الحرس الثوري والمرشد الأعلى آية الله السيد علي الخامنئي لهما دور كبير في المرحلة القادمة من اجل تجاوز الازمة وضبط الايقاع الداخلي للجهات المتنافسة والمتصارعة .اعلان عدة دول للحداد يؤشر على مدى قوة الدبلوماسية الايرانية متذ عقدين من الزمن فقد اعلن العراق وسوريا وباكستان والهند الحداد ليوم واحد في حين اعلنت لبنان الحداد  لثلاثة ايام

 مدير مركز الدراسات والبحوث كلية الامام الكاظم ع


مشاهدات 318
الكاتب ماهر جبار الخليلي
أضيف 2024/05/22 - 5:16 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 9:01 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 328 الشهر 11452 الكلي 9361989
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير