الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
اللاعقلانية في فكر مدربي كرة القدم المحلية

بواسطة azzaman

اللاعقلانية في فكر مدربي كرة القدم المحلية

جبار فريح شريدة

 

التفكير اللاعقلاني يتطور مع الفرد منذ الطفولة المبكرة حيث يكون الطفل حساسا لمؤثرات البيئة الخارجية ، وأكثر قابلية للإيحاء ، وانه في هذه المرحلة يعتمد على الآخرين خاصة الوالدين في التخطيط والتفكير واتخاذ القرارات ، وإذا كان بعض أفراد الأسرة لاعقلانيين فأنهم يعتقدون في الخرافات ويميلون إلى التعصب ، ويطالبون أطفالهم تحقيق أهداف وطموحات لا تصل إليها إمكاناتهم ، مما يؤدى إلى إن يصبح الطفل لاعقلانيا

تنتشر الأفكار اللاعقلانية بين مدربين الكرة القدم العراقية لأسباب كثيرة منها الظروف التي مره بها البلد من حروب ودكتاتوريا أربعين سنة وحصار وتدني مستوى التعليم والفساد بشكل عام والانهيار النفسي لكل فئات المجتمع مما عكس ذلك على ثقافة المدربين بحيث أصبحت ضعيفة متأثرة بالظروف المحيطة به والذي ألقى بضلاله على المنظومة القيمية للإفراد وترك بصمات واضحة في سلوكهم على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والنفسي ، وأشعرت الإفراد بضعف الطمأنينة النفسية واللامعياري

 الإنسان هو الكائن الوحيد الذي خصه الله سبحانه وتعالى بنعمة التفكير , وبفضل هذا التفكير استطاع الإنسان أن يكون خليفة الله في الأرض وان يستحق نعمة الله سبحانه وتعالى , ويسعى الإنسان إلى استخدام الأفكار لوضع اهدافة والسعي إلى تحقيقها .، وحينما يمر الإنسان بأحداث يعجز معها عن تحقيق أهداف معينة ، وربما تمنع تحقيق هذه الأهداف فانه يشعر بالضيق ، ومن بين ما يحمله الأفراد من معتقدات حول هذه الأحداث تنعكس المشاعر والسلوكيات النابعة لديهم ، ويبدوا أن الأحداث بحد ذاتها لا تخلق المشاعر ، وإنما المعتقدات حول هذه الأحداث هي التي تسهم في تشكيل المشاعر وإظهارها على نحو محدد

وهذا ما لوحظ على فكر المدرب في ملاعب الكرة القدم العراقية ,حيث نشاهد ارتداء نوع من الملابس وممكن ارتداءها يطول عدة مواسم لتفاؤل بها بالفوز او اختيار كادر معين يتفاؤل به بالفوزاو اختيار جهة الملعب او الملعب او يتفاءل بالحكم الذي يدير المباراة ويتفاءل به ,هذا الافكار نجدها منتشرة بين المدربين واحياناً يطلب من الحارس رش المرمى بالماء المبارك لتجنب الاهداف او سؤ الحظ ,ومنهم يلجئ للعرافين وشراء حلى تجلب لهم التفاؤل وحسن الحظ ,وانا اتابع بعض المدربين ولا اذكر اسمائهم يرتدون ملابس نفسها منذ عشر مواسم او اكثر ,وهذا يتطلب من الجهات المختصة بالتعليم ان تدخل المدربين واللاعبين دورات ثقافية تؤمن بثقافة الفكر وتقنية الابداع نحو مستقبل الافضل

هذا السلوك اللاعقلاني يعكس بظلاله على اللاعبين وكذلك على المشجعين حيث نرى المشجع هو كذلك يقتدي بهذه الافكار ويسلكها ويتعامل بها اثناء متابعة المباراة.

 

 

 

 


مشاهدات 233
الكاتب جبار فريح شريدة
أضيف 2024/05/20 - 4:38 PM
آخر تحديث 2024/07/03 - 5:45 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 9 الشهر 1312 الكلي 9363384
الوقت الآن
الخميس 2024/7/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير