توقّف الحلول الشعور بالخيبة

جاسم مراد

يمكن تفسير الهروب الإسرائيلي من الاتفاق ، هو نتيجة خيبة الأمل من تحقيق الأهداف التي تبنتها كابينت نتن ياهو ، ويمكن تفسير الفشل العسكري الذي تخطى المائتي يوم من الحرب سوى قتل الأطفال والمواطنين وتجريف المدن والمستشفيات ، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال تفسير التراجعات الامريكية من الاتفاق ، فهي الدولة الكبرى التي شاركت في رسم هذا الاتفاق فرنسا 1 وفرنسا 2 والقاهرة والدوحة وأعلنت حركة حماس والمقاومة موافقتها ، لكن إسرائيل انسحبت منه بعد الموافقة ، وهذا الامر يتعلق أساسا بالموقف الأمريكي ، فبدلاً من الضغط على إسرائيل راحت تبرر المواقف وتتحدث عن دخول رفح جزئياً ولما لم يستجيب نتن ياهو للموقف الأمريكي أوقفت واشنطن بعضاً من الأسلحة ، ثم تداعت المواقف الامريكية نحو التراجع لتحميل حماس المسؤولية وتأييد إسرائيل بالحرب الجنونية بغية ( تحرير) الرهائن .

تعددية دولية

ليس مستساغاً ابداً من دولة عظمى مسؤولة عن حماية حقوق الناس والشعوب أن تقع في خندق التصفيات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ، وهي الدولة الأولى التي لها مصالح ومعسكرات في المنطقة العربية والشرق أوسطية ، فكيف لها أن تراهن باستمرار تلك المصالح والعالم بات يتغير باتجاه التعددية الدولية ، والصين باتت الدولة أو القطب الدولي المهم الذي صاغ علاقات اقتصادية وعسكرية وثقافية وإنسانية في اغلبية دول الشرق وافريقيا والعالم برمته ، وهي الدولة المتطلعة لكي يكون عام 2015عام الصين الأولى اقتصاديا في العالم ، وكذلك روسيا التي باتت تسيطر على معظم المدن الاكرونية رغم الدعم الأوروبي الأمريكي للنظام الاكروني الذي بات على شفى الانهيار، أما الوضع العربي ثمة توقفات من الموقف الأمريكي المساند بالمطلق لهمجية وفاشية الكيان الإسرائيلي ، وهو موقف بات يطرح العديد من التساؤلات عن السياسة الامريكية بالمنطقة عموما وفلسطين على وجه التحديد .

المعركة في غزة الصمود والعزة باتت واضحة وجلية ، فليس باستطاعة إسرائيل حسمها لصالحها ، فقد مضى اكثر من مائتي يوم وإسرائيل تبحث عن اليوم التالي ، ومرور 76يوما على النكسة ومخيم ومدينة جباليا وحدها تقضي على عشرات الجنود الإسرائيليين واعداد من الدبابات وناقلات الجنود والاليات المدمرة ، إذن المدن والمخيمات الغزاوية التي أعلنت الجيش الإسرائيلي تم السيطرة عليها ثم عادت اليها باعداد كبيرة من الخسائر ، فيما اعلن الخبراء العسكريون الإسرائيليون والغربيون أنه ليس باستطاعة إسرائيل حسم المعركة ، والحل هو الاتفاق عبر تنشيط  الوسطاء بين حماس وإسرائيل والاتفاق على الحل الذي وافقت عليه المقاومة وانسحبت إسرائيل منه .

ان الولايات المتحدة الامريكية هي المعنية بإيقاف القتل الجماعي للمواطنين الفلسطينيين الذي كان ضحيته الاف الأطفال والنساء فامريكا وحدها القادرة على وقف الحرب ، وشعوب أمريكا وطلابها وشعوب الغرب المنتفظة المناصرة لغزة وفلسطين تنظر لنهايات الموقف الأمريكي في لجم السادية الإسرائيلية وعنصرية نتن ياهو وكابينته المنغمزة بالدم الفلسطيني ، ولم يعد اليوم التالي ينفع لاامريكا ولا إسرائيل سوى الإقرار بالحل السياسي والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف . فإذا كانت أمريكا تطالب روسيا بتعويض أوكرانيا فالأولى بها مطالبت إسرائيل بتعويض غزة التي جرفت مدنها إسرائيل وقتلت من الأطفال والنساء حوالى 35الف وأصيب اكثر من 77 الف ، ولا زال القتل الجماعي مستمر . أمريكا وحدها القادرة على إيقاف الحرب وهي وحدها المعنية بالحفاظ على علاقاتها بالمنطقة العربية والشرق أوسطية ..