الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل تتحقّق الحلول وكيف؟

بواسطة azzaman

هل تتحقّق الحلول وكيف؟

جاسم مراد

 

منذ ( 76) عاماً واكثر كانت هناك مقاومة ، وفي كل فاصلة زمنية من الصدام والصراع بين الشعب الفلسطيني ومقاومته من جهة وبين إسرائيل ومن معها من الغرب من الجهة الأخرى، تجري المفاوضات عن طريق الوسطاء لإيقاف القتال ويتوقف ، لكنه سرعان ما ينشب الصراع اكثر ضراوة واوسع الخسائر بين صفوف المواطنين . فإسرائيل عجزت عن وقف المقاومة المسلحة والشعبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وكانت معركة طوفان الأقصى هي الأعنف والأكثر قساوة على إسرائيل من حيث عدد الاسرى أو حجم الخسائر في صفوف القوات العسكرية وبين المستوطنين ، والان بعد معارك غزة التي امتدت لحوالي أربعة اشهر راح ضحيتها لأكثر من ( 26) الف مواطن جلهم من الأطفال  والنساء والاف الجرحى وتدمير البنى التحتية وتجريف الشوارع والمباني ، لم تتمكن إسرائيل ومعها العديد من الدول الغربية وقف المقاومة في غزة بل انها أوقعت خسائر كبيرة بين صفوف الجيش الإسرائيلي اعترف الكيان الصهيوني ب ( 15) الف قتيل ومصاب  بين جندي وضابط  ومستوطن منذ طوفان الأقصى عدا عشرات الاسرى .

في ظل هذه الأوضاع والتطورات التي افرزتها معركة الطوفان ومشاركة العديد من اطراف المقاومة العربية فيها ، يجري الحديث عن إمكانية الهدنة ووقف الحرب على غزة على مراحل ، هنا يبرز السؤال التالي ، هل هذا الوقف للحرب يمكنه أن يلغي حرباً أخرى ، لا نعتقد ذلك بل نجزم لا يمكن تحقيق ذلك فالشعب الذي يقاتل بأشكال مختلفة من اجل حريته وتحرير وطنه لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يتوقف عن معركة التحرر الوطني ، وهو مصمم على ذلك .

لا حل دون الدولة

إذن ما هو الطريق الصحيح أمام أمريكا والغرب ، ومن اجل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، هو المضي بالحلول السياسية عبر تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967وعاصمتها القدس ، دون ذلك تبقى الحرب مفتوحة ليس باستطاعة احد وقف تفجرها مهما اوغلت إسرائيل بالإجرام والفاشية ومعركة غزة شاهداً بيناً على ذلك ، فالحلول السياسية لقضية صارت حكاية الشعوب وقضيتها امراً لابد منه إذا ما ارادت إسرائيل وامريكا ومعهما بعض الدول الغربية تهدئة الوضع ليس في فلسطين فحسب وإنما في المنطقة العربية والشرق الأوسط ايضاً .

فالوضع في غزة التي أصبحت من اكثر بؤر العالم توتراً وخطورة ، فهي حبلى بتطورات عسكرية دراماتيكية في العديد من المناطق والدول ، ودخول اليمن طرفا مؤثرا فيها ، لا يمنع ذلك تدحرج القتال على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة الى حرب واسعة وكذلك دخول ايران طرفا فيها إذا ما اخطأت أمريكا وإسرائيل في حساباتها وضرب ايران او مواقع فيها إضافة الى دخول المقاومة العراقية في هذه الحرب كطرف مؤثر في مجرى الصراع .

التلاعب لايفيد

لقد ظلت أمريكا تتلاعب بالحلول السياسية منذ عام 1992حيث انعقاد مؤتمر اسبانيا ، وكل التقديرات تؤشر بأن أمريكا هي الطرف الأول الذي يستحوذ على الحلول السياسية وهيمنت عليها ومنعت العديد من الدول الدخول في الحلول بما فيها الاتحاد الروسي ، وهي الجهة الأولى مع إسرائيل تتحمل كل الخسائر البشرية المدنية في غزة ، لذلك عليها ان تتخلى عن سياسة المراوحة والتلاعب السياسي وتدخل مع العمل لوقف الحرب في غزة الى طرح المشروع السياسي لإقامة الدولة الفلسطينية على وفق القرارات الأممية ومجلس الامن ، بدون تلك الحلول الواقعية تبقى الحرب مفتوحة ولا يستطيع أحد وقف تداعياتها واحداثها .

لقد شكلت معركة طوفان الأقصى المقدمة لمعارك مماثلة ، إذ لم يتم العمل السياسي مرافقا أو تابعا للحلول العسكرية ، وها هي  غزة التي تقاتل منذ أربعة اشهر تقريبا جسدت العجز الإسرائيلي في السيطرة عليها رغم الإبادة الجماعية للمواطنين والأطفال والنساء والشيوخ ، إنها معركة يدير مفاتيحا المقاومون الغزاويون بكل جدارة وثبات وقوة ، وإسرائيل تخسر يوميا بالافراد والمعدات وفي كل مرة تراوح في تبديل قطاعاتها نتيجة ازمتها العسكرية في غزة العزة والصمود ، ولعل مانشرته الصحف الاسرائيلة مؤخرا من ان اعداد الجنود المصابون في لوثة بالدماغ وسلوكيات غير متوازنة في العلاقات داخل عوائلهم وفي الشارع بلغ عددهم ( 30) الف عسكري إسرائيلي معظمهم يعالجون في المستشفيات الخاصة ، هذه هي نتائج الحرب في غزة ، ويقول المثل الشعبي العراقي ( فلان كرطنه ملحه لا يستطيع أن يكون اكثر مما كان ) . ومن هنا يبقى السؤال امام واشنطن وتل ابيب ، هل تتحقق الحلول وكيف ..؟

 

 


مشاهدات 464
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2024/02/05 - 9:47 PM
آخر تحديث 2024/07/16 - 3:02 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 332 الشهر 7900 الكلي 9369972
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير