في مجزرة قصر الرحاب.. هل أصدر عبد السلام أمراً بتصفية العائلة المالكة؟
بغداد - جواد الرميثي
في فجر يوم 14 تموز عام 1958 كانت سرية من فوج اللواء العشرين في طريقها نحو قصر الرحاب لتنهي حياة الملك الشاب فيصل الثاني وليُسدل الستار منذ ذلك الحين على مقتله دون تحقيق او محاكمة لمعرفة عمن اتخذ قرار قتله وقتل افراد العائلة الملكية.
بعد ان نجح المهاجمون في اقتحام القصر ووصلوا إلى الغرفة الخلفية التي اختبأت فيها العائلة المالكة، أمرهم أحد الجنود بالخروج. وعندما حاول الملك الاعتراض هدّده بقتله، وفي تمام الساعة 7:20 صباحًا، خرجت العائلة المالكة من القصر إلى الحديقة التي شهدت أجواءها تطاير الرصاص ، تشكّل (موكب الموت) من الملك فيصل ثم خاله الأمير عبد الإله و الملكة نفيسة والدة عبد الاله، والأميرة عابدية شقيقة الملك بصحبتها طفلة صغيرة كانت قد ربتها اسمها غازية والأميرة هيام ومن خلفهما الخادم شاكر الذي جاء مع الأسرة الملكية من الحجاز ثم الخادمة رازقية، وأخيرًا سائق الملك. سار الجميع في خط طويل، كل منهم يُمسك بيد الآخر وهم يلوذون بالجدار للنجاة من الرصاص المتطايرة ، في الطريق أصابت رصاصة طائشة الطفلة غازية فوقعت ميتة في الحال ما جعل
الرعب يسود بين أفراد الموكب الملكي، لكن الضابط المرافق لهم طمأنهم بانه سوف لن يمسهم شيء، بعدها بدقائق، وصلوا جميعًا إلى منتصف الحديقة إلى جانب نافورة الماء حيث كان في استقبالهم مجموعة من الضباط، هم المتورطون الرئيسيون في إراقة دماء العائلة المالكة وهم:
مصطفى عبد الله، عبد الستار العبوسي، عبد الله الحديثي، منذر سليم، عبد الحميد السراج وسامي مجيد.
وقوع مجزرة
اختلفت الروايات التي قدّمتها لنا كُتب التاريخ عن سبب وقوع المجزرة رغم استسلام العائلة المالكة، وبحسب كتاب (الليلة الأخيرة : مجزرة قصر الرحاب) .... كان النقيب عبد الستار العبوسي في القصر لحظة خروج العائلة المالكة، لكن ما إن رآهم حتى هرع نحوهم بخطواتٍ واسعة، وبعد ان تأكد من الضابط المرافق لهم أنه اصطحب افراد العائلة الهاشمية جميعا، هنا رفع رشاشته وراح يُطلق الرصاص يمينًا ويسارًا حتى سقطوا جميعًا قتلى.
أما بحسب شهادة العقيد طه مصطفى البامرني قائد الحرس الملكي، الذي لم يُسمِّ قاتل العائلة المالكة، قال إن (مدرعة ما) وقفت على بُعد 30 ياردة منهم ثم فتحت نار رشاشها عليهم فقتلوا جميعًا.
أما المؤرِّخ محمد حمدي الجعفري في كتابه (نهاية قصر الرحاب) فذكر أنه القوة العسكرية المكلفة بالاستيلاء على القصر سمعت إطلاق نار (لم تعرف له مصدرًا) فسارع جميع الضباط بفتح نيران أسلحتهم تجاه العائلة المالكة بعدما اعتقدوا أن هناك خدعة ما تدبّرها العائلة للتخلُّص من مُحاصِريهم.
وفي ندوة تاريخية حول وقائع الثورة، نفى الضابط العراقي رجب عبد المجيد أحد المُخططين للثورة هذا الادعاء مؤكدًا أن قرار قتل العائلة المالكة صدر من عبد السلام عارف قبل احتلال القصر، وأوكلت لتنفيذه سرية الضابط منذر سليم أحد المقرّبين من عارف، وأكد عبد المجيد أن النقيب عبد الستار العبوسي هو أول من أطلق النار على العائلة الهاشمية.