ما أفظع الشعور بالنقص
حسين الصدر
-1-
الشعور بالنقص داء خطير وله آثاره الرهيبة حيث يدفع بصاحبه الى اقتراف أفظع المواقف وأخس الأعمال .
-2-
لا يستقر المصاب بالنقص على حال أبدا ، فهو يغتاظ اذا أكرمك الناس واحتفوا بك لأنهم لا يكرمونه، واحتفوا بك ولا يحتفون به..!!
وهل أنَّ حفاوة الناس بِكَ ذنبٌ اقترَفْتَهُ بحقّهِ أو إساءة اليه بادرتَ اليها ؟
-3 –
ومن الأمثلة البارزة على هذا الإحساس بالنقص قصة (المغيرة) مع (بني مالك) والمغيرة رجل جاهلّي سافر مع مجموعة من بني مالك الى (مصر) قاصدين ( المقوقس ) فأكرمهم وأعطى كل واحد منهم جائزة تناسبه، وحين رأى المغيرة جوائز القوم أفضل من جائزته عقد العزم على الانتقام منهم فسقاهم خمراً ،وحينما ناموا قام بقتلهم جميعا، ثم أخذ أموالهم وجاء بها الى المدينة المنورة فدخل على النبي (ص) وأعلن اسلامه قائلا :
أشهد ان لا اله الا الله وانّ محمداً عبده ورسوله، فقبل النبي (ص) إسلامه ثم سأل أحدُهم المغيرة قائلا :
أين ذهب بنو مالك ؟
فقال :
هذا سؤال يرتبط بالماضي حيث كنتُ مشركا ، والآن قد اسلمت فها أنا جئت باموالهم الى النبيّ فقال له رسول الله (ص) :
انه مالُ غَدْرٍ لا خير فيه .
-4-
صلى الله عليك يا رسول الله ترفض الغدر حتى بالمشركين وتأبى أنْ تأخذ مالاً جاء عن طريق الغدر .
ولكنّ الكثيرين منا يغدرون بالأموال والأشخاص والأعراض ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .
-5-
يُريدك الرسول (ص) انسانا صافيا بعيداً عن كل الوان الدناءات الأخلاقية وكل الوان الغدر والمكر بالناس .
-6-
لابُدَّ ان يكون حبّ الناس ونفعهم والإحسان اليهم ديدَن المسلم، في السفر والحضر وفي كل مساراته ومداراته .
وهنا تكمن الموعظة .