الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الطائفية

بواسطة azzaman

الطائفية

عماد مكلف البدران

لا يختلف اثنان ان معنى الطائفية هي حالة نزاع وصراع قد يكون دموياً ،ويمكن ان نقول عنها تنمر شديد وقوي وهو اقرب الى ورم يصعب استئصاله ما لم تكن هناك ارادة قوية لفعل ذلك فهو هجوم يبدأ على اخر من طائفة اخرى لتحقيره وإهانته والتقليل من شأنه ؛بسبب انتمائه الطائفي واساس ذلك الخلافات الدينية والمذهبية، ويضاف لها العرقية ،فقد تجد انتشاراً لطائفة ما على وفق خريطة جغرافية معينة تسكنها قبائل او اعراق ذات امتداد تاريخي وعرقي واحد، وهكذا يكون حال من يعتنق الطائفية الحقد والكره المتبادل لا لشيء انما لان التاريخ وضعهم موضع سوء الظن والشك والتربص بعدما احسن اعداؤهم الكيد لهم والدس فيه وبدل من ان يكتبوا مشتركاتهم وتسامحهم والاقرار بالتعايش السلمي اوهموهم وكتبوا لهم مبررات الفتن والضغائن وانتعش الدس مع كل حقبة خصبة تنتعش فيها الطائفية؛ بسبب ضعف الدولة وسوء ادارة الحكام الذين قد يكون طابعهم طائفياً كما في العراق الذي شهد طائفية مقيتة دموية راح ضحيتها مئات الالوف ومازال بعضهم يحاول التجارة فيها من جديد بعدما ادركت الطوائف جميعها ،ان الحل بالتعايش السلمي والارضاء السياسي مع الحفاظ على وحدة تراب الوطن والتداول السلمي للسلطة ، وهذه الايام يشهد العراق نفخاً اعلامياً باتجاه الطائفية الكل فسره على انه خطاب كراهية لاستقطاب الجماهير لأغراض سياسية بعيدة ،قد تكون انتخابية كما كان يحدث سابقاً ما ادى الى ظهور تنظيم داعش الارهابي التكفيري وغيره من التنظيمات الارهابية ،اذ ان مع كل انبعاث لخطاب طائفي تجد متشددين ينتعشون ويرحبون به وهم يحلمون بتصفية الاخر الذي كفروه وبنصوص متطرفة وتأويلات اعادوا نشرها والترويج لها هدفها الفتنة وما قد تسفر عنه من احتمالات خطيرة فربما تنتهي الى اعتناقات متطرفة للغاية، ومن اسباب الفتن الطائفية الأخرى هي العمالة للأجنبي الخارجي الذي يطلب من اعوانه اثارة الفتنة والتصعيد لأضعاف بلد يعّده منطقة نفوذ له او يحارب نموه وبإصرار لإبقائه ضعيفاً محتاجاً له ويعزز فتن العملاء ،المرضى الطائفيون في كل الاطراف اولئك المحقونين طائفياً من رجال دين متطرفين فقد عبأوهم وحقنوهم ليتطرفوا ،زيادة على ذلك التحاق الجهلة والمتخلفين بركب الطائفية وكذلك اصحاب المصالح وتجار الحروب الذين يُنمون وتكبر حجم ثرواتهم مع الازمات حيث السيطرة على مقدرات البلد الذي ستنهكه الطائفية مثل السيطرة على النفط كما حصل في العراق وسوريا عام 2014 وتجارة المخدرات والاستيلاء على اموال الدولة واراضيها ،فان الارباك الذي سيصيب الدولة ومؤسساتها يعود على المفسدين بالفائدة الكبيرة لاسيما من يحسن منهم اتلاف السجلات بمعلوماتها والاتيان بغيرها مع كل اضطراب ،وتأتي المؤسسات الاعلامية المسمومة لتقتات على جراح العراقيين وتنفخ بالفتن ودماء الناس وبالتأكيد سينتعش اعداء الوطن وهويته واعداء حضارته وتاريخه وسينتعش كل من يريد قضم حدودنا ارضنا وسواحلنا ومياهنا والاهم من يريد تعطيل الحياة وتحويل بلدنا الغني الى صحراء قاحلة فالطائفية تجارة رائجة واوراق ناجحة لكل طامع بارضنا وثرواتنا التي تنجح مع توفر الارضية الخصبة  .


مشاهدات 88
الكاتب عماد مكلف البدران
أضيف 2024/05/17 - 3:24 PM
آخر تحديث 2024/06/02 - 4:40 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 266 الشهر 677 الكلي 9351214
الوقت الآن
الأحد 2024/6/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير