الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مهرجان كان.. السعفة الذهبية حلم صنّاع السينما العالمية

بواسطة azzaman

مهرجان كان.. السعفة الذهبية حلم صنّاع السينما العالمية

 

كان -   سعد المسعودي

 تحتفي مدينة كان الغافية في حضن البحر المتوسط

 في كل عام وبمثل هذا الوقت حيث تتجه أنظار العالم إلى الريفييرا الفرنسية وبالتحديد إلى شارع لا كروازيت الشهير الذي يستضيف  الحدث الأهم عالميا «مهرجان كان السينمائي « ، الذي سيقدم لضيوفه نجوم وصناع السينما العالمية ونقادها المخضرمين وعشاق الفن السابع  افلاما من توقيع رواد السينما العالمية وعدتهم بتقديم افلاما للشباب وهي تحمل تقنيات وابتكارات جديدة  وأفكارا لاتشبه السينما القديمة , اذن على مدى 11 يوما ستكون هذه المدينة بضيوفها منشغلة بفك رموز وشفرات الأفلام التي ستتنافس على نيل السعفة الذهبية وبقية جوائز المهرجان الذي ستبدأ عروضه اعتبارا من 14 الى 25 من ايار/ مايو الجاري .

يتنافس في هذه الدورة 22 مخرجا عالميا يمثلون اجيالا مختلفة بالنسبة للمدارس السينمائية وهي تمثل القارات الخمسة   ضمن المسابقة الرسمية الرئيسية ، والكل هنا يحلم بنيل السعفة الذهبية للمهرجان وللمدينة  التي يخصص للفائز فيها هذه الجائزة المهمة والتي تظل حلم صناع السينما في العالم ,وهي ترمز أيضا إلى هذه المدينة المتوسطية الواقعة جنوب فرنسا، وتحمل تاريخا خاصا بها، يحيلنا إلى عقود بعيدة من عمر المهرجان  في دورته 77  والسينما بشكل عام هي رسالة  يراد لها أن تعطي رؤية مغايرة للعالم  «تقول أن السينما هي ملاذ عالمي للتعبير والمشاركة».

مكان تكتب فيه إنسانيتنا بقدر ما تكتب فيه حريتنا،» وفق ما جاء في بيان للمهرجان، الذي أطلق في 1939 كبديل لمهرجان البندقية الإيطالية التي وقعت وقتها بين أيدي الفاشيين

تحفة عالمية

 والحديث عن مهرجان كان السينمائي  يعني  الحديث عن  السعفة الذهبية, التي تم نحتها بشكل جميل ولافت واصبحت حلم كل السينمائيين  و صممت بطريقة جعلت منها تحفة مجوهرات ، ويتفرغ لصنعها يدويا سبعة أشخاص من أجود الحرفيين في هذا المجال،  يتناوبون بالعمل  عليها خلال اربعين  ساعة  عمل  في ورشة قريبة من العاصمة  السويسرية جنيف ,وتصاغ السعفة من الذهب عيار 18 قيراطا، يتم صبه يدويا في قالب شمع، ثم ترصع على وسادة فريدة من الكريستال على شكل ألماس بمقاس الزمرد (أحد المقاسات المستخدمة في صناعة المجوهرات في فرنسا). وتقدم في علبة جلدية زرقاء اللون للفائز الذي يستطيع أقناع لجنة تحكيم،

وحمل هذه السعفة الكثير من المخرجين المتميزين في العالم. وكل لحظة تقدم فيها هي «فريدة وجميلة»،  كما يقول المندوب العام للمهرجان تييري فريمو قبل أن يضيف «آمل أن تظل دائما الجائزة بهذه الجاذبية، التي تجعل صانعي الأفلام يشعرون باشتهاء مجنون نحوها.

منحت أول سعفة ذهبية في 1955 للمخرج الأمريكي ديلبير مان عن فيلمه «مارتي»، فيما اعتمد قبل هذا التاريخ أي منذ انطلاقة المهرجان في 1946 حتى 1954 ما عرف وقتها بـ»الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما»، وكانت عبارة عن عمل لنحات معاصر مشهور، والتي عاد المنظمون لاعتمادها مؤقتا بين 1964 حتى 1974.

وفكرة السعفة الذهبية كجائزة سينمائية في هذا المهرجان، ستولد مع نهاية 1954 وبمبادرة من المندوب العام للمهرجان آنذاك روبرت فافر لوبريت، الذي دعا مجلس إدارة المهرجان العديد من تجار المجوهرات لاقتراح مشاريع سعفة ذهبية. ووقع الاختيار على تصميم جميل لمصممة المجوهرات الفرنسية لوسيان لازون

جائزة ثابتة

وعند انتهاء الفترة المرحلية التي عمل فيها المنظمون بالجائزة الكبرى من 1964 إلى 1974، صارت السعفة الذهبية جائزة ثابتة للمهرجان ابتداء من 1975 حتى الآن ،وفي بداية الثمانينيات، أدخل تغيير على الشكل الدائري للقاعدة التي تدعم السعفة تدريجيا، ليصبح هرميا في 1984. وطور المصمم الفرنسي تييري دي بوركيني في 1992 تصميم السعفة وقاعدتها التي أضحت مصنوعة من الكريستال المقطوع يدويا.

وأول مخرج فاز بالسعفة الذهبية بشكلها الحالي هو اليوناني ثيو أنجيلوبولوس بفيلمه «الخلود ويوم واحد» في نسخة 1998، إذ تم تحديث السعفة تحت رئاسة بيير فيو للمهرجان من طرف الألمانية كارولين شوفوليه الرئيسة لشركة شوبار لصناعة الساعات والمجوهرات السويسرية

مخرجون منحهم  المهرجان  جوائزه لعدة مرات.

مخرجون عالميون  لم يحالفهم الحظ بنيل السعفة الذهبية رغم جودة أعمالهم  وكان حلمهم رغم تقدم السنين  بنيليها  , بينما  ابتسمت السعفة الذهبية لزملائهم اكثر من مرة   فهناك من فاز مرتين  ,وهم المخرج البريطاني الكبير، الذي يقارب الإنسان والإنسانية في أعماله، كين لوتش الفائز بالسعفة الذهبية الأولى في 2006 عن فيلمه «الريح ترتفع» والثانية في 2016 بفضل «أنا، دانيال بليك

وإضافة إلى لوتش، هناك فرانسيس فورد كوبولا في 1974 و1975، الذي يشارك مجددا في هذه الدورة بفيلم ضخم هو «ميغالوبوليس»، الذي أثار الكثير من الجدل. الياباني شوي إيمامورا ، الدنماركي بيل أوغست، الصربي أمير كوستوريكا، البلجيكيان الأخوان جان بيير ولوك داردين، وأخيرا النمساوي مايكل هانيكي.

وتمنح إدارة مهرجان كان أيضا السعفة الذهبية الفخرية لممثلين ومخرجين تركوا بصمات واضحة في تاريخ السينما، والذين لم يسعفهم الحظ يوما أن يحظوا بهذا الشرف. ومن ضمن الوجوه المكرمة بها، الممثل هاريسون فورد، الممثلة جين فوندا، وكلينت إسيتوود، وسيكرم هذه الدورة كل من جورج لوكاس صاحب «حرب النجوم» و»إنديانا جونز»، وأسطورة الرسوم المتحركة الياباني استوديو «جيبلي»، وهي أول مجموعة تنال هذا التتويج. كما حاز المخرج المصري يوسف شاهين على سعفة ذهبية شرفية استثنائية بمناسبة اليوبيل الذهبي للمهرجان في عام 1997 عن مجمل أعماله.

وبموازاة المسابقة الرسمية، تمنح جوائز مختلفة في المهرجان، لكن التشويق الكبير سيظل قائما حتى آخر نفس من عمر هذه النسخة في المهرجان حول المنافسة الرسمية، التي سيتوج مخرج واحد فيها بالسعفة الذهبية. ترى لمن تعود هذه المنحوتة الفاتنة هذه الدورة؟ موعدنا مساء 25 مايو/أيار لمعرفة اسم من ستبتسم له كان هذا العام

عروض وتكريمات

سيكرم المهرجان هذه الدورة المخرج السينمائي « جورج لوكاس» بالسعفة الذهبية  الفخرية في الحفل الختامي , , ويمتلك جورج لوكاس مسيرة رائعة، وله إسهامات ضخمة في تطوير تقنيات المؤثرات البصرية والكاميرا المدعومة بالكومبيوتر، وقام بتأسيس ستوديو «بيكسار Pixar» الذي أصبح أحد أنجح أستوديوهات التحريك في التاريخ، وساهم في تطوير سلسلة أخرى تحولت أيقونة سينمائية وتجارية هي سلسلة أفلام «إنديانا جونز» التي أخرجها صديقه ستيفن سبيلبيرج.

عرض الأفتتاح  سيكون لفيلم « المشهد الثاني « للمخرج  كوينتين دوبيو,  ويدور الفيلم حول فلورنسا التي تريد تقديم الرجل الذي تحبه بجنون ويدعى ديفيد إلى والدها، لكن حقيقة الأمر أن ديفيد غير منجذب إلى فلورنسا ويريد أن يجعلها تقع في حب صديقه ويلي , الفيلم من بطولة  « ليا سيدو والتي تلعب دور فلورنسا، ولويس غاريل والذي يلعب دور ديفيد، و فينسنت ليندون ورافاييل كوينارد ومن سيناريو واخراج « كوينتن دوبيو».

ومن الأفلام الطويلة التي أعلنت عنها رئيسة المهرجان إيريس نوبلوخ، وتييري فريمو المندوب العام للمهرجان اليوم في مؤتمر صحفي، أفلام: «المتدرب» للمخرج الايراني علي العباسي، و» فندق الوجهة» للمخرج كريم عينوز، و»طائر» من إخراج أندريا أرنولد، و»إميليا بيريز» للمخرج جيمس أوديارد،و «أنورا» من إخراج شون بيكر، والفيلم الحدث «مدينة ضخمة» للمخرج الأمريكي المعروف فرانسيس فورد كوبولا الذي سيعرض لأول مرة في مهرجان كان.

ومن أفلام المسابقة الرسمية أيضا أفلام : «الأكفان» للمخرج ديفيد كروننبرج، و»المادة» للمخرجة الفرنسية كورالي فارقيت، و»جولة كبرى» للمخرج البرتغالي مايكل جوميز، و»مارسيلو ميو» للمخرج كريستوفر أونوريه، وكذلك الفيلم الصيني «عالق في المد والجزر» للمخرج جيا تشانج كه، و»كل ما نتخيله هو الضوء» من اخراج بايال كاباديا، و»أنواع اللطف» للمخرج اليوناني يورجوس لانثيموس.

وبالإضافة الى مسابقة الأفلام الطويلة، تتنافس الكثير من الأفلام المهمة الأخرى في أقسام المهرجان المختلفة، على غرار : ونظرة ما، وخارج المنافسة، وعروض منتصف الليل، والعرض الأول، والعروض الخاصة.

ويفتتح المهرجان يوم 16 ايارمايو المقبل بالفيلم الكوميدي الجديد للمخرج الفرنسي كوينتين دوبيو، « الفعل الثاني»، وسيعرض خارج المسابقة كعرض عالمي أول، كما سيعرض خارج المنافسة أيضا فيلم «فيوريوسا»، وهو الجزء الثاني من ملحمة « ماد ماكس» للمخرج جورج ميلر. وستترأس المخرجة وكاتبة السيناريو والممثلة الأمريكية جريتا جيرويج، الذي حصد فيلمها « باربي» العام الماضي مداخيل قياسية، لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة في الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي


مشاهدات 552
أضيف 2024/05/14 - 5:57 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 6:43 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 369 الشهر 11493 الكلي 9362030
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير