الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هكذا تكون الصداقة

بواسطة azzaman

هكذا تكون الصداقة

حسين الصدر

 

-1-

ضع يدك على مَنْ شئتَ من أحبابك وأسأَلْهُ كم هم أصدقاؤه ؟

سيجيبك قائلا :

انهم بحمد الله كثيرون

والسؤال الآن :

مع هذه الكثرة المّدعاة ، كم هم أولئك الأصدقاء الذين يعطون للصداقة حقها ، ويبادرون الى مواساتك وازاحة الهموم عن صدرك ؟

وللأسف نقول :

انهم قليلون :

وهذا يعني انّ الصداقة المدعاة ما هي الاّ أكذوبة ليس الاّ

-2-

ومن المفيد للغاية أنْ تقف بنفسك على حكايات الصادقين في صداقتهم لتكون لك حافزاً للالتحاق بهم .

ومن هذه القصص ما نُقل عن { محمد بن عبد الرحمن الصيرفي } حيث قال :

( بَعَثَ اليّ الحَكَم بن موسى في أيام عيد انّه يحتاج الى نفقة ولم يكن

عندي الاّ ثلاثة آلاف درهم، فوجهتُ اليه فلما صار في قبضته وجّه اليه خلاّد بن أسلم انّه يحتاج الى نفقة فوجه بها كلها اليه ، واحتجتُ انا الى نفقة فوجهت الى خلاد اني احتاج نفقة ، فوجه بها كلها اليّ، فلما رأيتها مصرورة في خرقتها وهي الدراهم بعينها ، انكرتُ ذلك فبعثتُ الى خلاد:

حَدِّثْني بقصة الدراهم :

فأخبرني أنَّ { الحكم بن موسى } بعث بها اليه فوجهتُ الى الحكم بألف ،

والى خلاّد بألف ،

واخذتُ منها أنا ألفاً «

توفي خلاّد سنة 249 هـ

-3 –

أرأيتَ كيف أهتم كل صديق من هؤلاء الأصدقاء الثلاثة بِصدَيقِهِ ،

حيث بعث كل منهم الى صديقه ما كان تحت يديه من المال ليخرجه فورا مما يعانيه من ضيق .

حتى اذا ما انكشفت الأمور تقاسموا المبلغ الموجود عند احدهم أثلاثاً

ولم يُبقِ ( الصيرفيّ) لنفسه الا بمقدار ما وصل الى صديقْيه، في منحى يعكس الصدق في الصداقة ، والحرارة في المشاعر والعواطف النبيلة، والحرص على اخراج الصديق من أعباء ما يعانيه من ضيق .

-4-

ما أجمل هذه الروح الإنسانية ،

 وما أحرانا جميعاً أنْ نكون لاخواننا السند والعضد والكفيل، فالمجتمع السعيد هو مجتمع التكافل والتضامن والتعاون والمحبة .

وكما قال تعالى :

( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )

المائدة / 2

 

 


مشاهدات 348
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/05/12 - 5:53 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 3:14 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير