أولمبياد باريس: سواحل مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبيةً

باريس -  سعد المسعودي

استقبلت مدينة مرسيليا الغافية في حضن البحر الأبيض المتوسط جنوب فرنسا الشعلة الأولمبية على متن سفينة  صغيرة أشبه بقارب شراعي يحمل اسم بيليم  محاط بمئات القوارب الصغيرة  وبحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، واستقبلت السفينة بعرض للألعاب النارية من قصاصات الورق المعاد تدويرها القابلة للتحلل، وموسيقى أوركسترا مرسيليا الفيلهارمونية ولافتات لمشجعي نادي أولمبيك مرسيليا فريق كرة القدم الرمزي للمدينة، فيما  حلّقت طائرات من فريق عرض سلاح الجو الفرنسي لتتبع الحلقات الأولمبية الخمسة  في السماء قبل أن تعود لترسم العلم الفرنسي بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق في الهواء.  وستكون الشعلة الأولمبية  بداية رحلة طويلة  عبر فرنسا. وهو  تقليدٌ يرتبط بطقوسٍ تعود إلى ما يقرب 3000 عام، لكن هذا التقليد يُعدّ حديثاً نسبياً، ولم يكن حاضراً في الألعاب الأولمبية الحديثة الأولى

الطريق الطويل

بعد إيقادها في 16 نيسان/أبريل الماضي في أولمبيا، مرّت الشعلة الأولمبية على شبه جزيرة بيلوبونيسوس جنوب اليونان، أنارت هضبة أكروبوليس ومعبد دلفي، كما على ميتيورا، أحد أكبر وأهم تجمعات الأديرة اليونانية. قامت بجولةٍ في جزر كاستيلوريزو، كريت وسانتوريني... قبل أن تجد طريقها إلى فرنسا على متن السفينة بيليم ذات الصواري الثلاثة في 27 الشهر عينه، وتصل إلى ساحل مرسيليا في 8 أيار/مايو. تبدأ رحلتها الطويلة في فرنسا حتّى تُثبّت في حديقة التويلري أمام متحف اللوفر. وكان فلوران مانودو، الفائز بأربع ميداليات ذهبية وبطل العالم في 50 م سباحة حرة عام 2012، أوّل من يحمل الشعلة على الأراضي الفرنسية. لكن من سيكون آخر الحاملين؟ من سيوقد المرجل؟ ينوي المنظّمون عدم الكشف عن الاسم. وحمل البطل الأولمبي في لندن 2012 السباح فلوران مانودو الشعلة من على سطح السفينة بيليم التي نقلتها من اليونان. وسلمها إلى بطلة الألعاب البارالمبية العداءة نانتينين كيتا، التي سلمتها بدورها إلى مغني الراب الفرنسي جول (34 عاما) لإشعال المرجل على رصيف الأخوّة (كي دو لا فراتيرنيتيه)، عند مصب نهر كانيبيير الشهير. يمثل وصول الشعلة بداية مسيرتها لمسافة 12 ألف كيلومتر (7500 ميل) عبر فرنسا وأقاليمها النائية وراء البحار. أخيرًا، اختتم هذا اليوم بحفل موسيقي كبير لمغني الراب المولودين في مرسيليا، سوبرانو وألونزو والذي شكّل أيضا تحديا أمنيا، مع تعبئة أكثر من 6 آلاف من أفراد الشرطة، بما في ذلك ضباط شرطة من وحدات النخبة المتخصصة في الغارات أوّ أعضاء الألوية البحرية. ويأمل المنظمون أن يساعد العرض العام الأول للألعاب على الأراضي الفرنسية، قبل 77 يوما فقط من حفل الافتتاح الذي سيقام على نهر السين، في إشعال فتيل الإثارة بعد خلاف حول أسعار التذاكر والمخاوف بشأن الأمن. وأخيرا سننطلق! إنها البداية، هكذا لخص مساء الثلاثاء توني إستانغيه، رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس، مدينة مرسيليا التي أصبحت مركز العالم كما عبر بكل فخر عمدة المدينة بونوا بايان.

يوم أوروبا

ومع أنطلاق مسيرة الشعلة الاولمبية على الاراضي الفرنسية الذي يصادف مع يوم اوروبا  سيشارك 27 رياضيا يمثلون دول الاتحاد الاوروبي وسيشارك رياضي يمثل اوكرانيا الغارقة بالحرب مع جارتها روسيا , ويوضح هذا التتابع بشكل رمزي بأرتباط فرنسا بالقيم المشتركة مع دول أوروبا وبمشروعها الاوروبي والالعاب الاولمبية والبارالمبية  وسيشكل رياضيي التتابع لحملة الشعلة الاولمبية  من قبل فرنسا والدول التي ياتون منها  من بينهم 8 رياضيين حائزين على ميدليات ذهبية في الالعاب الاولمبية السابقة و2 من حاملي العلم السابقيين  ,كما سيشارك رياضيةن اصغر سنا 7 منهم مؤهلون  لدورة الالعاب الاولمبية والبارالمبية 2024 واغلبهم من النساء 18 من أصل 28 و 3 من رياضيي الاحتياجات الخاصة , ويعد هذا التتابع الجماعي أيضًا بمثابة تكريم لنموذجنا الرياضي الأوروبي الذي يحمل قيم التضامن بين الرياضة رفيعة المستوى ورياضة الهواة والتي ستواصل فرنسا دعمها و يوضح رغبة فرنسا في الترويج للاتحاد الأوروبي خلال الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس، مع الحضور غير المسبوق للعلم الأوروبي بشكل ثابت على المواقع الأولمبية والبارالمبية، و في قلب القرى الأولمبية والبارالمبية.

إن وجود ماريا فيسوتشانسكا، لاعبة الجمباز الأوكرانية، التي تم تكليفها بحمل الشعلة الأولمبية، يوضح تضامن الاتحاد الأوروبي تجاه أوكرانيا، وكذلك جهود فرنسا  لدعم الرياضيين الأوكرانيين في استعدادهم لألعاب باريس 2024  ومن خلال هذا التتابع الجماعي الأوروبي، أرادت باريس أن نرسل إشارة قوية من التماسك والتضامن حول القيم الرياضية التي هي أيضًا انعكاسات للمشروع الأوروبي.