الفرار من الحرام إلى الحلال
حسين الصدر
-1-
الإفطار العمدي في شهر رمضان من دون عذر شرعي خَرْق صريحٌ لما فرضه الله على عباده من الصيام في هذا الشهر .
وأقبح حالات الانسان المسلم هي حالة التهاون والاستخفاف بأحكام الله وأوامره ونواهيه .
-2-
ومن لُطف الله سبحانه بعباده انه جعل لهم مخارج من الوقوع في الحرام ، ومن هذه المخارج لمن لا يريد الصيام السفر .
فمن سافر مِنْ بلده الى بلد آخر ولم ينو الإقامة فيه عشرة أيام متوالية كان إفطاره شرعياً وفق الرخصة الممنوحة له .
ومن طريف ما قرأتُ في بعض كتب الأدب :
انّ أعرابيا خاطَبَ شهرَ الصيام حين أطلّ عليه وقال :
« أما وقد دخلتَ يا شهرَ الصيام لَأَقَطِعَنَّ أحشاءُك بالسفر «
انها ليست مجرد طريفة ،
وانما هي إشارة صريحة الى ما انطوت عليه شريعة الإسلام من سماحة ورحمة ورفق بالإنسان .
وهناك من يقول :
انّ السفر في فجر الإسلام كان محفوفاً بالمصاعب حيث انّ الدواب هي الوسيلة الوحيدة للتنقل من بلد الى بلد ،
أما اليوم فَمَعَ وجود الطائرات ووسائل النقل الحديثة فانّ السفر لم يعد محفوفاً بالمصاعب فلماذا الأفطار ؟
والجواب صريح في القرآن وفي الحديث النبوي الشريف
أما القرآن فيقول :
( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )
البقرة /184
ولم يشترط في السفر ان يكون محفوفاً بالمصاعب والمتاعب
واما الحديث النبوي الشريف فقد روى عنه (ص) انه قال :
{ ليس من البرّ الصيام في السفر }
فطوبى لمن وفقه الله للصيام والقيام .
ونساله تعالى ان لا يخرج عنا الشهر الاّ بذنب مغفور وعمل مقبول ودعاء مستجاب، وأنْ يَمُنَّ علينا وعلى المسلمين جميعا بالنصر والسؤدد انه سميع الدعاء قريب مجيب .
Husseinalsadr2011@yahoo.com