سامر الياس سعيد يوثق رحلته في كتاب متخصص
يوميات عراقي في بلاد الارز منابع القداسة ومتاحف لبنان
وحواضره النابضة
الموصل – الزمان
يحمل كتاب (يوميات عراقي في بلاد الارز) التسلسل 15 من سلسلة الكتب التي اصدرها الصحافي والكاتب سامر الياس سعيد حيث يصدر الكتاب الجديد الذي يدور في فلك ادب الرحلات لتوثيق رحلة سعيد التي قضاها في لبنان في ذروة ايام القيظ في الصيف الفائت متجولا بين عدة حواضر تمتعت بوطاها من جانب قديسيين لبنانين نالوا شهرة واسعة ويحمل الكتاب ميزة كونه يصدر بطبعة ملونة معززا بالصور التي التقطها سعيد لتوثيق تلك الرحلة التي ابرزت تساؤلات ومعطيات قدمها الكاتب في سياق الرحلة منوها في مقدمته التي كتبها الى ان السفر يمثل واحدا من ابرز التجارب الانسانية التي تمد البشرية بالخبرات والمعارف وتسهم في لقاء الثقافات وحوار الشعوب والحضارات لذلك اكتسبت رحلتي نحو لبنان بمدلولات عديدة ابرزها اكتسائها بالطابع الروحي حينما تعد تلك التجربة الانسانية للتوجه لمنابع القداسة والاطلاع على حياة قديسيين ربما مروا في شريط الحياة بفترة قريبة نسبيا قد تناهز القرن او اكثر مقارنة بقديسيي بلدي (العراق ) الذين يناهز تاريخ حضورهم بالتقليد الكنسي لقرون وعهود سابقة فتبقى مثل تلك الصور اصلاحا لعطب في النفس وترميم للقلب حتى نكون مؤهلين للوصول الى بر الامان فتجد هنا ان احتياج السفر بالصورة الابرز لارادة حقيقية في التغيير ورغبة قوية في الارتقاء بالنفس.
محطات الرحلة
ويرتكز الكتاب على اربعة ركائز تتباين في ابراز محطات الرحلة التي قضاها الكاتب في ربوع لبنان فيستهلها بانطباعاته التي يوردها في سياق مقالته التي حملت عنوان لبنان كما رايتها ..يوميات عراقي في بلاد الارز فيشير في متنها الى مقارناته بين اجواء لبنان وما رصدته اعينه خلال تلك الرحلة وما بين واقع وطنه العراق فيقول في هذا الصدد بانه تيسر له قضاء اقسى ايام القيظ في رحلة ترفيهية امتدت على نحو اسبوع في لبنان بدات من يوم الخميس وبالتحديد مساء يوم 27 تموز وانتهت عند اطراف صباح يوم 3 اب (اغسطس ) 2023لاجد ان يوميات لبنان لاتختلف عن ايام العراق واحداثه الجسام من جانب حرارة الاجواء والرطوبة التي تنتجها موقع البلد على البحر الابيض المتوسط ناهيك عن احداث سياسية اخرى تجعل من المواطن اللبناني سريع الغضب والانفعال على ما جرى لبلده في ظرف الاعوام القليلة الى جانب تلظي اللبنانيين من استقبال بلدهم النازحين من بلدين عربيين اولهما فلسطين بمخيماته التي يتصدر قائمتها مخيم عين الحلوة الذي تفجرت اوضاعه عشية وصولنا حيث تصدرت اخبار المخيم المذكور صدر الصفحات الاولى للصحافة اللبنانية التي تناولت الحدث باسئلة شتى ابرزها ان المخيم ياوي النازحين من البلدات الفلسطينية فلماذا يحمل اهل تلك المخيمات السلاح ليقتل احدهما الاخر مع تراس تلك المخيمات من جانب حركة فتح والتناقضات التي تبديها اطراف اخرى من الجماعات المتطرفة التي تختلف في الفكر مع منظمة التحرير الفلسطينية فينعكس هذا الامر على مجمل يوميات المستقرين بهذا المخيم الذي يقال انه ياوي نحو 75 الف مواطن والى جانب ذلك فقد لفتني وانا اتنقل في الشوارع والتقاطعات اللبنانية ثقافة عبارات الشارع التي تتصدر الانفاق وامتدادات الشوارع والتقاطعات فالى جانب العبارة التي رفعها اللبنانيين في مطالبتهم بمحاكمة الاطراف السياسية المسؤولة على تردي الاوضاع ليطالبوا بمحاكمتهم دون استثناء حيث تصدرت عبارة (كلن يعني كلن ) تريندات العبارات المتداولة في لبنان فهنالك من كتب عبارة ان النازح السوري مش نازح بل هومحتل ويسلط الكاتب الضوء تاليا نحو الصحافة اللبنانية فيشير في متن المقالة الخاصة بهذا المحور الى ان تلك الصحافة تستند على ارث عميق يقاوم التحديات ويتفاعل مع ادواته الجديدة فيقول عن هذا المحور بان ايام الزيارة للعاصمة بيروت وما تبعها من مناطق كانت فرصة مهمة للاطلاع على واقع الصحافة اللبنانية لاسيما من خلال ما تختزنه من ارث عميق وعناوين بارزة بقيت راسخة في الذاكرة بالغم من التحديات ومازال اللبنانيون يفتخرون بتجربة جريدة النهار حتى مرشدة الشركة السياحية ما ان مرت بساحة الشهداء حتى اشارت بيدها لمبنى جريدة النهار لتدلل على ما تختزنه تلك الصحيفة العريقة من مكانة مهمة في ذاكرة اللبنانيين .
مكتبة الفندق
فايقظت في بالي انني ساجد الصحف في متناول اليد مثلما كانت تجربتي في القاهرة حينما كنت اقصد مكتبة الفندق عند السادسة صباحــــــــــا لاجد اغلب عناوين الصحافة المصرية فيها لكن المفاجاة ان واقع مصــــــــر لايتشابه مع واقع بيروت فحينما اخبرت عامل الاستعلامات برغبتي باقتناء الصحف اللبنانية اخبرني بانه يمكنني الاطلاع عليها من مواقعها الالكترونية مشيرا بان هنالك مكتبات محددة قد تبعد كثيرا عن موقع الفندق يمكن فيها ان تجد ضالتكفتنتهي من هذه المحطات الخاصة بالصحافة لتنتقل الى محور اخر هو حري بمنابع القداسة فيوثق الجولات الخاصة بالاديرة والحواضر التي اختزنت سيرة حياة بعض القديسيين ممن رسخوا بصماتهم وحياتهم على نطاق الحياة الدينية في لبنان كما يحفل المحور بلقائين اجراهما الكاتب اولهما مع كاهن عراقي يقيم في لبنان ليتحدث عن تجربته برعاية اللاجئين العراقيين من المسيحيين اضافة لمحاورة رئيس الرابطة الســـــــريانـــــــية حول مهام تلك الرابطة ودورها الثقافــــي وارتباطها باقدم اللغات ويتوجه الكاتب من تلك المحطة نحو وجهة اخـرى يسلط فيها الضوء ازاء متاحف لبنان وما تعنيه من ابراز صور للتحدي وعظمة المشاهير حيث ينتهي الكتاب الذي يعد تجربة الكاتب الاولى في محــــــور ادب الرحلات .