الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حفلات التخرج بحاجة لأخلاق وقائية

بواسطة azzaman

حفلات التخرج بحاجة لأخلاق وقائية

كفاح حيدر فليح

 

  من المؤسف جداً أن نرى حالات الأنحلال الأخلاقي وما وصلت إليه جامعاتنا وكليتنا وحتى مدارسنا في الوقت الحاضر هذه الأماكن التي يفترض أنها منبع للأخلاق والتعليم والتنشئة الأخلاقية وزرع الفضائل في نفوس شبابنا الذي نعول عليه لقيادة البلد والمجتمع وتربية الأجيال في قادم الأيام، فالأخلاق الحميدة تحتوي ضمناً قوةً داخلية وأنضباطً عالي ذاتي وهي أساس معنويات الإنسان الشخصية الذاتية، والأرتباط بين الأنضباط الأخلاقي والحرية  من بناء الأباء لأنهم أول من يبني الأخلاق في تربية الأبناء، والعلاقة بين التربية والأنضباط تولد النجاح والقوة للأبناء مستقبلاً، فبعد العائلة يأتي دور المدرسة وبعدها الإعلام ليؤدي دوراً مؤثراً في الروح المعنوية للأفراد بالأقناع والأقتناع بما تبثه وسائل الإعلام من أفكار ورسائل إيجابية للمجتمع.   في السنوات الأخيرة برزت في جامعاتنا وكلياتها ظاهرة تثير حفيظتنا وأهتمامنا وهي حفلات التخرج بشكلها الماجن المخزي المخجل وبشكلها الغريب عن عاداتنا الاجتماعية( لا أقصد الجميع) وتقاليد جامعاتنا الرصينة المعروفة برصانتها العلمية ورفعة أخلاق طلبتها، ولسنوات طويلة كانت قبلة الطلاب من جنسيات مختلفة وأمنيتهم القبول والدراسة فيها، حفلات تمثل صورة من صور الغزو ثقافي لجهات تريد أخذ شبابنا وتوجهه للتغرب الاجتماعي عن طريق مغازلة مشاعره بالأوهام التي من شأنها تدمير الفضائل الاجتماعية ومن أهم وسائل هذا الغزو الثقافي وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرات الإنترنت، وبناءً على ذلك يقع علينا كمختصين واكاديميين وإعلاميين واجب التحذير والتوجيه.

مسؤولية دقيقية

وعلى وسائل الإعلام أن تكون على وعي بمسؤوليتها الدقيقة المؤثرة في الروح المعنوية وممارسة دورها الحقيقي في التوعية والتثقيف وبث رسائل أخلاقية وقائية للتعريف بأسباب هذه الموجه الغريبة عن مجتمعنا وأهدافها من بث الفاحشة بين أوساط طلبتنا وشبابنا والمسبب لها ونشر رسائل توعية لمعرفة مخاطرها المستقبلية، وعلى الحكومة ممثلة بوزارة التعليم العالي واجب المراقبة ومنع مثل هذه الأفعال ومراقبة السلوكيات الغريبة ومن يقوم بالترويج لها وبثها بين أوساط الطلبة وهذا واجبها الشرعي والأخلاقي فهي المسؤول الأول عن تخرج رجال حقيقين يكون لهم شأن في المستقبل لقيادة البلد والمجتمع وأن تكون إدارة الجامعات وقيادتها مهيأة للقيام بالمهام الملقاة على عاتقها فمن لا يجد القوة والقدرة داخل نفسه على القيادة ليتركها لمن هو أقدر على تحملها من زملائه، وتأسيساً على ذلك يقع على وزارة التربية ومدارسها أيضاً عبءً كبيراً في تعزيز الفكر الأبداعي الفردي للطلاب والتحفيز على الأبتكار والنشاط ليكون من أساسيات الأخلاق الوقائية للطالب الواجب تعزيزها فيه لبناء مستقبله وشخصيته بشكل واعد وصحيح، دعوة للأباء والأمهات وللهيئات التدريسية وللوزارات ولوسائل الإعلام أن تؤدي دورها في بناء جيل يحمل من القيم والأعراف الاجتماعية الأصيلة لمجتمعنا العراقي ولتكون أساساً في بناء الأخلاق الوقائية وتعزيزها فيهم.


مشاهدات 473
أضيف 2024/03/12 - 2:55 PM
آخر تحديث 2024/09/01 - 4:53 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 149 الشهر 149 الكلي 9988771
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير