الأخلاق ياحكام العراق

ضياء واجد المهنْدس

 عِنْدمَا أَرَاد اَللَّه أن يَعرِف الرَّسول الأكْرم ( ص ) ، قال فِي مُحكَم كِتابه : ( وَأنَّك لِعَلي خَلْق عظيم ) . . وَلمَّا أَرَاد نَبِينَا الصَّادق ( ص ) أن يُقدِّم رِسالَته قال : ( بَعثَت لِأتمِّم مَكارِم الأخْلاق ) . . وَلكِن أَيْن نَحْن مِن الأخْلاق ؟ ؟ ؟ ! ! ! لَم يَتَجرَّأ إِبْليس رَغْم كُفْرِه على سبٍّ أو شتم ربُّه ، بل خاطبه بِأَدب وأقْسم بِه : “ فبعزَّتك “ أَمَّا مَا أَصبَح مُعْتاد عِنْد بَعْض شَبَاب اليوْم فسبَّ اَللَّه وَرسُله فِي غَضبِه وَمرَحِه ( لََا يَرجُون لِلَّه وقارًا ) . . . . عِنْدمَا اِخْتَار كُفَّار قُرَيش مِن كُلِّ قَبِيلَة رَجُلا ، وانْطلقوا لِيقْتلوا اَلنبِي ( ص ) ، ظلُّوا وَاقفِين على باب بَيتِه طُول اللَّيْل بِانْتظار أن يَخرُج لِصلاة الفجْر . رَغْم أَنهُم كَانُوا قَادرِين أن يقْتحموا البيْتُ مِن أَوَّل لَحظَة ويهدَّموه على رَأْس كُلٍّ مِن فِيه . حَاوَل أَحدُهم أن يَقتَرِح الفكْرة مُجرَّد اِقتِراح . ردٌّ عليْه أَبُو جَهْل بِكلِّ عُنْف : ( وَتقُول العرب أنَا تَسَورنَا الحيطان وَهَتكنَا سَتْر بَنَات مُحمَّد ؟ ! ! ) . . حَتَّى كُفَّار قُرَيش كان عِنْدهم اَلحَد الأدْنى مِن النَّخْوة والرُّجولة ، كَانُوا يعْرفون أنَّ البيْتَ فِيه نِسَاء ، وِلايْجوز أن يقْتحموهَا ، ولْأيْجوز أن يَكشِف سَترُهم ، أو تَنتَهِك خُصوصيَّتهم . بل إِنَّ المؤرِّخين يَسرُدون ، حِينمَا غَضِب أَبُو جَهْل ، وضرْب أَسمَاء بِنْتْ أَبِي بَكْر ) على وجْههَا ظِل يترجَّاهَا وَيقُول لَهَا : ( خبِّئيهَا عَنِّي ، خبِّئيهَا عَنِّي ) . أيُّ لَاتْخبْري أحدًا . . بِمعْنًى : لََا تفْضحيني ، وَيقُول النَّاس أَنِّي ضَربَت اِمرأَة . وَلمَّا كان أَبُو سُفْيان كافرًا ، خرج مع قَافِلة مِن قُرَيش فِي أَرْض الرُّوم ، فاسْتدْعاهم هِرَقل مَلِك الرُّوم لِيسْألهم عن مُحمَّد ( ص ) . . سألهم : هل تتَّهمونه بِالْكَذب ؟ هل يُغدَر ؟ هل يَقتُل ؟ . . قال أَبُو سُفْيان : ( فُو اَللَّه ، لَولَا الحيَاء أن يُؤثِّروا على اَلكَذِب لِكذْبَته ) يَعنِي رَفْض شتم اَلنبِي لِأَنه خاف إِذَا رَجعُوا مَكَّة أن يُقَال أنَّ أبَا سُفْيان كَذِب . . . خاف على سُمْعته وَهُو كَافِر . لَيسَت مَوقِف أَبُو جَهْل أو مَوقِف أَبُو سُفْيان فِيه سُمُو بل مَصْدَره عُلُو الأخْلاق فِي المجْتمع ، لِأنَّ المجْتمع الجاهليَّ الكافر كان عِنْده أَخلَاق . . وَعزَّة وإنْسانيَّة . أَمَّا الآن فهناك سَفْك لِلدِّمَاء وهتْك لِحرْمة اَلبُيوت على الملأ ، وتفاخر بَقلَة الشَّرف والدَّناءة فِي السِّلْم والْحَرْب . . الآن إِذَا اِخْتلفْنَا مع مُسْلِم وليْس مع كَافِر ، نَتَراشَق معه بِالسَّبِّ ، ونؤلِّف عَنْه القصص ، وَكُلمَا جاءتْنَا قِصَّة عَمَّن اِخْتلفْنَا معه صدقْناهَا ونشرْناهَا عَنْه وَبَنينَا عليْهَا المواقف . ( إِنَّ اَللَّه لََا يُغيِّر مَا بِقَوم حَتَّى يُغيِّروا مَا بِأنْفسهم ) الدِّين أَخلَاق وليْس مَظاهِر وآيات تُعلِّق فِي جُدْران اَلبُيوت بِدون عمل . . يَسرِق اَلحُكام والْقادة ويحْسبون لُصوصيَّتهم مَغانِم ، ويفْعلون كُلَّ الجرائم ويعْلنوهَا بُطولَات وَوطنِية حَتَّى ندر عِنْدنَا أن نَجِد مَسؤُول يُخْطِئ أو يَندَم على مَا فعل ! ! . . تَنَاقلَت الأنْباء اِسْتقالة رَئِيسَة مَجلِس نُوَّاب النَّرْويج اَلتِي أطاحتْ فَضِيحَة “ كَبِيرَة “ بِهَا . . تَبيَّن أنَّ رَئِيسَة مَجلِس النُّوَّاب النَّرْويج Eva Kristin Hansen تَستعْمِل شَقَّة مِساحتهَا خَمسُون مِتْرًا مُرَبعا عَائِدة لِلدَّوْلة ، ، يُمْكِن لِرئيس مَجلِس النُّوَّاب اِسْتخْدامهَا إِذَا كان منْزله اَلْخاص يَبعُد عن البرْلمان 40 كِيلومتْرًا ، ، فِيمَا منْزلهَا يَبعُد 29 كِيلومتْرًا . . . وَلِهذَا قَدمَت اِسْتقالتهَا واعْتذرتْ مِن الشَّعْب النَّرْويجيِّ ، وأكَّدتْ أَنهَا ستدْفع المبْلغ المتوجِّب لِتغْطِية الخسارة اَلتِي سبَّبتْهَا لِلدَّوْلة النُّروجيَّة . وللتَّذْكير فَإِن الدَّوْلة النَّرْويجيَّة لَديْهَا بِتارِيخ اليوْم فَائِض يُسَاوِي تِريلْيون وثلاثمئة مِليَار دُولار ولثرائهَا تَرفُض الانْضمام إِلى الاتِّحاد الأوروبِّيِّ . . . تَملُّك رَئِيسَة مَجلِس النُّوَّاب النَّرْويجيِّ أَخلَاق وَحَياء دفْعهَا لِتكْفر عن خرْقهَا القانون ، بيْنمَا فِي عِراقِنَا ، سرقنَا رُؤسائنَا فِي ( النُّوَّاب والْجمْهوريَّة والْوزراء ) دُون ضمير أو أَخلَاق أو دِين . . اللَّهمَّ نَجنَا مِن كَيْد وَظُلم الفاسدين . . وانْصرْنَا على حُكَّامِنَا المجْرمين .

  مَجلِس الخبراء العراقيِّ