وصايا حكيمة

حسين الصدر

 

-1-

اشتهر لقمان بوصاياه الحكيمة

ومن تلك الوصايا وصيتُه لابنه حيث قال :

« يا بني :

اختر المجالس على عينك فان رايت قوماً يذكرون الله عز وجل فاجلس معهم ،

فان تكن عالما نفعك علمك وان تكن جاهلا علموك

ولعل الله أنْ يظلّهم برحمته فيظلك معهم .

واذا رأيتَ قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فان تكن عالما لم ينفعك علمك ،

وان كنت جاهلا يزيدوك جهلاً ،

ولعل الله يظلهم بعقوبة فَيعُمك معهم «

موضوع الوصية : مهم للغاية :

انه يرتبط بحضور المجالس التي تهذب النفس ، وترهف إحساسها بوجوب الارتباط القوي بالخالق العظيم .

تحمده وتشكره على عظيم مِنَنِهِ واحسانِه وتستعينُه في مهامها الحياتية كلها لتمشي على الأرض وروحها متعلقه بالسماء .

-2-

ولو أردنا أنْ نُلقي نظرةً سريعة على المجالس التي يرتادها معظم الناس نجد انهم يبحثون عن مجالس الانس واللهو وكل ما يُنسيهم مسؤولياتِهم الرسالية، ويشدهم الى اشباع رغائبهم وشهواتهم بلا هوادة، بعيداً عن الأجواء الروحية التي تشحن النفس بحب الله ورسوله واوليائه، وتدفع بهم الى ميادين الطاعة والعبادة والاستزادة من الاعمال الصالحة من البر والإحسان والمعروف وقضاء حوائج المحتاجين واغاثة المكروبين والملهوفين وما شابه ذلك من جميل الاعمال والاقوال

وأين هذه من تلك ؟

-3 –

وهناك مجالس كثيرة يطغي عليها الشأن السياسي

وهنا تجد المطحنة فكلٌ ينحاز الى الجهة التي يحبها ويدعمها، وينكل أشد تنكيل بمن يعارضها ويخالفها .

واما المواطنون فمجالسهم يلعلع فيها صوت الاحتجاجات الشديدة على ما يلاقونه في معاملاتهم في الدوائر من تأخير واستهانه، ومن ابتزازات يندى لها الجبين .

وهم لا ينسون الحقيقة القائلة :

انّ العراقيين - وهم أبناء بلد عريق غني بثرواته - يجب أنْ يحتلوا الصدارة من بين شعوب العالم كلها رغداً وارتياحا في حين ان ربعهم تحت خط الفقر ..!!

وهنا تكمن الكارثة .