لماذا يهمل الفقير ؟
حسين الصدر
-1-
ليس الفقرُ عيباً أو عاهةً لكي يتجنبها الناس ،
وانما الفقر ابتلاء من جملة الابتلاءات التي يُمنى بها الانسان .
-2-
انّ الاستسلام للفقر هو الآفة ...
قال تعالى :
{ فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه }
الملك / 15
-3 –
وتصلُ الحماقة والخِسة ببعض الأبناء العاقين لآبائهم الى درجة التنكر لآبائهم لا لشيء الا بسبب فقرهم في منحى دال على عمق السفالة والانحدار الأخلاقي فضلاً عن الإفلاس الروحي .
-4-
قال الشاعر :
يمشي الفقيرُ وكلُّ شيءٍ ضِدَهُ
والناسُ تُغلق دُونَه أبوابَها
حتى الكلاب اذا رأتْهُ عابرا
نَحَتْ عليهِ وكشّرتْ أنيابَها
وهذا يتطابق الحيوان مع الانسان في الاستخفاف بالفقير والتنكر له مع انه أولى الناس بالرعاية والعناية .
-5-
ووطننا الحبيب العراق غنيٌّ بثرواته الكبرى الكفيلة بأنْ لا تُبقى فيه فقيراً ، ولكنه -للأسف - وطبقا للإحصاءات المنشورة يعاني ربع سكانه { أي حوالي عشرة ملايين عراقي } من الفقر .
والوعود المعسولة والادعاءات العريضة كثيرة ولكن – وكما جاء في المثل :
( جعجعة ولا طحين )
-6-
انّ مهمة انعاش الفقراء ليست منوطةً بالحكومات فقط والاّ فما معنى تشريع الصدقة والحث عليها واعطاء المثوبات الجزيلة لمن يتصدق بما له على الفقراء ؟
-7-
انّ من أهم العناصر المطلوبِ وجودُها في المجتمع هو التكافل والتعاون والتراحم بين أبنائه .
وهذا يعني اقبال الميسورين والقادرين من أبناء المجتمع على رفد البائسين والمستضعفين بالمال، واعانتهم على مواجهة التحديات الصعبة التي ينؤون بأعبائها.
-8-
وتركض الأيام مقتربةً من شهر { رمضان } المبارك، والذي لابد لكل واحد منا أنْ يتذكر ما قاله نبيُ الرحمة العظيم محمد (ص) :
{ اتقوا النار وبشق تمرة }
فاللهَ اللهَ في الايتام والأرامل والفقراء والمعوزين وذوي الحاجات فانَّ البّر بهم وايصال المساعدات اليهم مِنْ أفضل العبادات الاجتماعية .