في ذكرى رحيل الشاعر الكبير نزار قباني،
عبدالكريم الحلو
لا نرثيه، بل نوقظُ الحروف
التي لا تزال تعيش بيننا نابضةً بالعشق،
مبللةً بدموع العاشقات،
ودماء المدن المذبوحة.
نقول في حضرته:
يا نزار،
أيها العاشق الذي دوَّن وجعنا
على جدران القصيدة،
وغنّى للنساء حتى صرن وطناً،
وللأوطان حتى صرن نساءً
يتوشحن بالحرب
والحب والمطر…
لم تكن شاعرًا فحسب،
كنتَ ثورةً لغوية،
كسرتَ أصنام البلاغة الجوفاء،
وفتحتَ للقصيدة نوافذَ تطلُّ على الحياة،
وعلّمتَنا أن نقول “أحبكِ” دون خجل،
و”أكرهكِ” دون خوف،
و”أكتبُكِ” كما أكتبُ دمي.
في ذكرى رحيلك،
نقف أمام مرآة القصيدة
لنتأكد أنك لا تزال بيننا،
بصوتك، بصراخك، بضحكتك الساخرة،
وبحبرك المشتعل…
فأنت لم ترحل،
بل تركتنا نلهث خلف سطورك،
نبحث عنك فيها…
وفي كل امرأة تقرأك،
وفي كل رجلٍ يتعلم الحب على يديك.
نم قرير الحبر يا سيد الكلمات،
فالعشاق ما زالوا يقرأونك
عند الغياب،
والعربُ، ما زالوا يحلمون
بأن يكون لهم نزارٌ آخر…
لكنهم يعرفون في قرارة قلوبهم:
أن لا نزارَ بعدك.
رحمك الله واحسن مثواك