ما أعظمك يا رسول اللـه

حسين الصدر

1- -

لقد بعث الله محمداً (ص) وهو – سيد أنبيائه ورسله – رحمة للعالمين .

قال تعالى :

( وما ارسلناك الاّ رحمة للعالمين )

الأنبياء /107

2- -

ولقد جاءت الرواية عن الامام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه لما نزلت الاية المباركة :

{ من جاء بالحسنة فله خيرٌ منها }

القصص /84

قال رسول الله { ص } :

رب زدني

فأنزل الله سبحانه وتعالى :

{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها }

الانعام 160

فقال رسول الله {ص} :

رب زدني

فأنزل الله سبحانه :

{ من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة }

البقرة / 245

لقد كان الرسول {ص} شديد الشفقة والرأفة بأمته .

ومن هنا سأل الله سبحانه أن يزيد المثوبات ويضاعفها لهم .

ودعاء الرسول {ص} لا يرده الرب العظيم بل يستجيب له وينعم على الأمة بالمزيد من الألطاف والبركات والمثوبات .

والسؤال الآن :

لقد رأيتم كيف كان الرسول {ص} يفكرّ بكم ويسأل ربه المزيد لكم ، فهل فكرتم في أنْ تكونوا كما يريدكم ان تكونوا عليه من التمسك باهداب الدين، والتحلي بمكارم الاخلاق من صدق وورع وحب للخير والمعروف والإحسان ؟

لماذا لا نقابل عناية الرسول {ص} الفائقة بنا بما تستحق من التأسي بسيرته المباركة، واخلاقه العظيمة، ومواعظه القويمه لنا نحو ميادين العمل الصالح والبر الاجتماعي ؟

وهل جزاء الاحسان الاّ الاحسان ؟

3- -

واذا سألت عن معنى الأضعاف الكثيرة الواردة في قوله تعالى ( فيضاعفه له أضعاف كثيرة ) قلنا :

انّ الكثير عند الله لا يبلغه الإحصاء .

فهنيئا لمن نهضوا وكانوا أرقاما بارزة في ميادين العمل الصالح والبر والإحسان لنيل ما لا يبلغه الإحصاء من الحسنات .

وشتان بين الساعي الى الخيرات والمبرات وبين الغارق في السبات والسيئات ، والمتلفع بالغفلة والإهمال .

فأين العامل من الخامل ؟

وأين الجاد من المهمل ؟

وأين الواعي من الساهي ؟

وأين صاحب الصحائف البيضاء من صاحب الصحائف الملوثة بالأدران ؟