الدولة الفلسطينية من الورق إلى الواقع
محسن القزويني
باتت الدولة الفلسطينية على راس المناقشات و الحوارات الجارية في المحافل الدولية بعد توقف الحرب في غزة على رغم تصريحات نتنياهو برفض فكرة اقامة الدولة الفلسطينية، لكن احداث غزة وما تبعها من جرائم اسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني طرحت ولاول مرة موضوع اقامة الدولة الفلسطينية بصوره جدية في هذه المحافل بعد ان كانت مجرد قرارات على الورق منذ اتفاقية اوسلو التي تم التوقيع عليها عام 1993 ومن اهم قراراتها قيام دولة فلسطينية بحلول عام 1999 .
ولاحياء هذا القرار اجتمع في عام 2000 الرئيس الامريكي بيل كلينتون مع ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل يهود براك في كامب ديفيد وبحثوا موضوع اقامة الدولة الفلسطينية وانتهت المباحثات الى لا شيء تحت اصرار باراك على ابقاء القدس عاصمة لاسرائيل . ومرة اخرى طرح ملف الدولة الفلسطينية امام اللجنه الرباعيه للشرق الاوسط والتي ضمت الولايات المتحده وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وذلك في عام 2003 وتم في اجتماعات اللجنة اقرار اقامة الدولة الفلسطينيه في غضون عامين واشترطت على الفلسطينيين ايقاف الانتفاضة في مقابل امتناع اسرائيل عن اقامة المستوطنات ،و على اثر ذلك القرار توقفت الانتفاضة لكن لم تتوقف اسرائيل عن بناء المستوطنات .
ضرب الاطفال
واليوم وبعد احداث السابع من اكتوبر التي لقنت اسرائيل درسا لن تنساه فعوضت خسائرها بضرب الاطفال والنساء بصورة جنونية وبطريقة وحشية دمرت اكثر احياء غزة و نسفت المباني على رؤوس ساكنيها ولم تحقق اهدافها في القضاء على حماس ولا تحرير رهينة واحده من رهائنها، واليوم عاد الكلام حول اقامة الدولة الفلسطينية مجددا وبصورة جدية وليس في الكلام ،فقد كشف موقع اكسيوس ان وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن طلب من مسؤولين في وزارته اعداد دراسه عن الدولة الفلسطينية والاعتراف بها بعد الانتهاء من حرب غزة وتغيير عضويتها من مراقب الى عضوية كاملة في الامم المتحده تعترف بها دول العالم، وهذا ما يمنح الشعب الفلسطيني الامل باقامة دولتهم المرتقبة ولم يحدث ذلك الا نتيجة تضحيات غزه التي وضعت القضية الفلسطينية في صدارة القضايا التي تهم الامن والسلم العالميين.
ويبقى الكلام حول شكل وطبيعة الدولة الفلسطينية هل ستكون منزوعه السلاح كما تريدها اسرائيل؟ وعلى الاجزاء المتبقيه من ارض فلسطين بعد ان احتلت اسرائيل اكثر من 70 بالمئة من الاراضي الفلسطينية من خلال الاحتلال وبناء المستوطنات. قطعا لا يرضى الشعب الفلسطيني بعد تلك التضحيات الجسام وبعد اكثر من سبع وعشرين الف شهيد قدمته غزه ان تكون دولته كارتونيه مصنوعة من ورق فهو لا يرضى الا بدولة فلسطينية على الارض الفلسطينية قبل الخامس من حزيران من سنه 1967 ولن يتنازل عن القدس عاصمة ابديه للشعب الفلسطيني.