الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إمتحان بلا فائدة

بواسطة azzaman

إمتحان بلا فائدة

لينا ياقو يوخنا

 

يعد امتحان الكفاءة لمواد (الحاسوب, اللغة العربية, اللغة الانجليزية) من متطلبات وشروط التقديم للامتحان التنافسي الخاص بالدراسات العليا في العراق, ويسبق امتحان الكفاءة الخاص بالحاسوب واللغة الانجليزية محاضرات لمدة اربع ايام يقدمها اساتيذ اختصاص ويشترط على الطلبة الالتزام بالحضور لان تقسيم درجة الكفاءة لهاتين المادتين يتضمن (40بالمئةحضور و60بالمئة امتحان), اما مادة اللغة العربية فلا تتضمن محاضرات وانما امتحان نهائي من (100بالمئة). علماً ان رسوم الكفاءة لهذه المواد ازدادت الى الضعف لتصبح (150) الف دينار, (50 الف لكل مادة) بعد ان كانت الرسوم في السنة الماضية  (75) الف لمجموع الثلاث مواد. وان الهدف من هذه المحاضرات بحسب الجهات المختصة هو تأهيل الطلبة وضمان اكتسابهم المعلومات التي تدعم دراستهم العليا وكذلك اختبارهم من خلال الامتحان لمعرفة استعدادهم وتمكنهم من اللغات واساسيات الحاسوب, لكن الواقع هو تحقيق الربح المادي للجهات ذات الصلة.فبالنسبة للجانب المتعلق بالمحاضرات فمادة الحاسوب تكون نظرية اي ان الاستاذ يشرح من خلال شاشة عرض يقدم فيها ما يتعلق بالأساسيات والطرف المتلقي اي الطلبة يستمعون فقط ودون تطبيق عملي من قبلهم لخلو القاعات من اجهزة الحواسيب, اما بالنسبة لمادة اللغة الانجليزية فيقدم الاساتيذ شرحاً لأساسيات اللغة خاصة قواعدها والتي تشابه الى حد ما ما تم دراسته سواء في المرحلة الثانوية للمدرسة, او في المراحل الاولى من الدراسات الاولية (الكلية), وقد تتخلل هذه المحاضرات امتحان بسيط في الاوراق او قد لا يحصل ذلك, اما مادة اللغة العربية فكما ذكرنا فلا تقدم فيها محاضرات. وبالنسبة للجانب المتعلق بالامتحان بهذه المواد الثلاث فتكون جميعها باستخدام اجهزة الحواسيب الخاصة بالجامعة التي يمنع استخدامها اثناء المحاضرات, ويتضمن امتحان مادة الحاسوب اسئلة بصيغة الاختيارات, اي لكل سؤال عدة خيارات وعلى الطالب اختيار الجواب الصحيح, وقد تكون الاسئلة تتطلب الاجابة بعلامة الصح او الخطأ. اما مادة اللغة الانجليزية فالامر لا يختلف كثيراً فالأسئلة ايضاً تتضمن الاجابة بعلامة صح او خطأ او اختيار الجواب الصحيح من اختيارات عدة متعلقة بالقواعد سواء الازمنة او ادوات الربط بالإضافة الى احتواء النماذج الخاصة بالانجليزية لسؤال اختبار قدرة الطالب في معرفة المعنى من خلال ترتيب الجمل بصورة صحيحة في الانشاء.

صياغة الاسئلة

اما مادة اللغة العربية فهي لا تختلف كثيراً عن الانجليزية من حيث طريقة صياغة الاسئلة لكن الاختلاف يكمن في ان اللغة العربية تتضمن سؤال متعلق بالقصائد الشعرية واخر متعلق بأصوات واسماء الحيوانات فمثلاً (ماذا يطلق على صوت الاسد؟ او ما اسم ابنه؟) والخ.., ومن حق الطالب اعادة الامتحان في حال اخفاقه مع دفع رسوم اضافية, وغالباً ما يكون الرسوب في مادة اللغة العربية لأن درجة الامتحان النهائي من (100) وعلى الطالب ان يحصل على اقل تقدير (50بالمئة) وهي درجة النجاح, بعكس مادتي اللغة الانجليزية والحاسوب فيكون الطالب قد ضمن (40بالمئة) وهي درجة الحضور لكل مادة, وبمجرد حصوله على (10بالمئة) في الامتحان النهائي يكون قد ضمن النجاح لذا فرص الرسوب نادرة جداً في هاتين المادتين.

ان المستفيدين من هذه الامتحانات هم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, فالجامعات تستحصل اموال كثيرة من الاف الطلبة المسجلين بهذه الدورات كل عام, علماً ان مدة صلاحية شهادات الكفاءة هي سنتين, ومن دون فائدة كبيرة للطلبة لأن طريقة التدريس مقتصرة على التلقين خاصة في مادة الحاسوب, وان عدد المحاضرات ومنهجها لا يمكن من خلالها ضمان تحقيق نتائج ايجابية لطلبة يرومون خوض الدراسات العليا  لهذا يلجأ كثير من الطلبة الى المكتبات من اجل تنضيد بحوثهم اي ترتيبها باستخدام الحاسوب والذي يتضمن نوع وحجم الخط والمسافات بين الكلمات والاسطر والخ..., لضعف معرفتهم بذلك لعدم وجود تطبيق عملي في المحاضرات التي تسبق الامتحان, اما مادة اللغة الانجليزية فكثير من التخصصات يتم دراستها باللغة العربية عدا تخصصات الآداب واللغات الانجليزية وبعض التخصصات العلمية الاخرى, لذا لن يستفيد الطلبة من محاضرات ايامها معدودة فهم لن يتمكنوا من اتقان اللغة خلالها كما ان البحوث تُكتب باللغة العربية والجزء الوحيد المطلوب كتابته بالانجليزية في بحوثهم هي مستخلص الدراسة والتي لا تتجاوز صفحتين باللغة الانجليزية وفي هذه الحالة يستعين غالبية الطلبة بموقع «Google” وهي اسهل طريقة ولكنها غير مثالية لعدم دقة الترجمة, او عن طريق مكتبات او مختصين بالترجمة ويدفع الطلبة اجور مقابل ذلك. اما بالنسبة لمادة اللغة العربية فلا يوجد علاقة بين صوت الاسد وكتابة الطالب لبحثه. ومن وجهة نظري يجب ان يتغير نظام امتحانات الكفاءة بحيث يكون هدفه الرئيسي هو فائدة الطلبة وتذليل العقبات التي تواجههم اثناء الدراسات العليا.


مشاهدات 538
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2024/01/30 - 3:49 PM
آخر تحديث 2024/08/15 - 9:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 216 الشهر 6247 الكلي 9981791
الوقت الآن
الخميس 2024/8/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير