ذكريات عن رؤساء العراق الجمهوري
عبد الرضا محسن الملا
قلما تجد من كتب عن الرؤساء الذين حكموا العراق من عام 1958 وحتى يومنا هذا انصف تاريخهم ، وما يميز الكتاب الموسوم ب ( الصحفي والرئيس ) تأليف الدكتور احمد عبد المجيد توخي الحقيقة بعيدا عن العواطف والاهواء والتأثيرات ايا كان نوعها ونقله للاحداث التي رافقت حكمهم كما وقعت ، فهو يتحدث عن الزعيم عبد الكريم قاسم كاد المواطنون يرفعون سيارته من على الارض وهم يرحبون به وهاتفين له عند زيارة مدينته لافتتاح فندق سياحي فيها وهو يصفق له بعفوية صبي عمره احد عشر عاما وظلّ طيفه راسخا في ذاكرته ، ولم يترك الرئيس عبد السلام محمد عارف اي أثر او ذكرى لديه وكل ما رسخ في الذاكرة لدى بعض العراقيين عنه عبارة ( طار لحم نزل فحم ) ووصف سنوات حكم شقيقه الرئيس عبد الرحمن محمد عارف بالاهدأ سياسيا في تاريخ العراق وما تحلى به من نزاهة وتواضع وزهد ، وبالنسبة للرئيس احمد حسن البكر لا يحفظ له ايضا بأي ذكرى عن حياته ( برغم سنوات حكمه التي بلغت 11 عاما كانت حافلة بالحوادث والتداعيات ومنها القضية الكردية وقضية فلسطين وتوقيع بيان الجبهة الوطنية والقومية التقدمية..وهذه الملاحظة للمؤلف ) وعن الرئيس صدام حسين كان المؤلف احد خمسين صحفيا استقدموا الى القصر الجمهوري عشية حرب الخليج الثانية تحدث امامهم عن احتمالات شتى بينها احتمالية انسحابه من الكويت وكان مصراً على عدم الانسحاب مهما كانت الظروف ، وفي حديثه عن الرؤساء الذين حكموا العراق بعد عام 2003 وصف مجئ الرئيس السادس بالصدفة ولم يترك اي أثر في نفس احد، واما الرئيس جلال الطالباني واشار المؤلف الى لقاء هادف معه بمعية عدد من رؤساء التحرير والاعلاميين دعاهم الرئيس لبيان حقائق حول موضوع معين وعند مناشدته عن مظلومية ضباط الجيش العراقي السابق عن حقوقهم التقاعدية وتبنيه طلباتهم ، وعن ذكرياته عن الرئيس فؤاد معصوم اورد في كتابه الكثير من التفاصيل الدقيقة والمهمة عن مرافقته له، كصحفي في جولاته الداخلية وزياراته الخارجية رأى فيه حكمته وصبره في معالجة التداعيات السياسية في العراق وبالنسبة للرئيس برهم صالح ابدى ملاحظة حول عدم اتباع ما اسس له الرئيس فؤاد معصوم من تقليد تسليم وتسلم رئاسة الجمهورية، ما بين رئيسين بطريقة حضارية وتساءل هل اصدر الدكتور برهم صالح مرسوم تعيين الدكتور عبد اللطيف رشيد رئيسا للجمهورية قبل ان يغادر القصر ؟ ، وحاور الرئيس عبد اللطيف رشيد عندما كان مستشاراً للرئيس فؤاد معصوم في عدد من القضايا التي تهم العراق نقل عنه اجابته على احد الاسئلة قوله ( بالنسبة للشعب الكردي فأن بغداد اهم عاصمة في العالم ، المفروض ان يتم تفاهمنا في بغداد ولدينا امتيازات ودائما اقول اننا في العراق وفي كردستان ليست لدينا مشاكل مستعصية . اننا بلد محظوظ فيه خيرات اقتصادية ) .. واذ نثني على مجهود المؤلف المتميز وتقديم الاحداث كما هي متمنين له دوام التوفــــــــــيق والنجاح صحفياً نزيهاً مبدعاً .