فاتح عبدالسلام
أعلنت إيران أنّها تلقت عرضاً أمريكياً بشأن تسوية شاملة لا تقتصر على ملف يخص الحرب المندلعة في غزة، وانّما يشمل كلّ شيء بما ينهي المشاكل. التسريب الإيراني وردَ بأشكال مختلفة في الشهور الثلاثة الأخيرة، لكنّه كان على نحو أوضح في تصريحات السفير الإيراني في دمشق مؤخرا. والعرض الأمريكي ورد عبر وسيط خليجي مقبول من الطرفين، وهذا الوسيط لابد ان يسهم في تعزيز وجهة نظر إيران وموقفها على اعتبار انّ إيران جار أبدي فضلاً عن انّ الجانب الأمريكي لا يحتاج الى مَن يعزز موقفه.
أولاً، ماهي الصفقة الشاملة؟ وعلى ماذا يمكن أن تحتوي؟
المصدر الإيراني المتحدث لم يخض في التفاصيل برغم من انه يعرفها بدقة.
المعطيات تقدم لنا رؤية واضحة، وهي انّ الصفقة الشاملة ستضم تجديد الاتفاق النووي الذي توقفت مفاوضاته في النقطة الختامية الأصعب منذ شهور، كما انّ الصفقة ستتناول البرامج التسليحية المعلنة والسرية، وخاصة الصواريخ الاستراتيجية التي تصل الى أوربا وإسرائيل وسوى ذلك. وانّ المخاوف الامريكية التي أجبرت النظام العراقي السابق في تسعينات القرن الماضي على التجرد من أسلحته الصاروخية والإبقاء على صواريخ مداها مئة وخمسين كيلو متراً، لا تزال مشتعلة في تقدير خطورة اية دولة معادية وتمتلك ذات الصواريخ المقلقة وما يزيد عليها في الدقة والمدى والعدد.
أمّا المحور الثالث من الصفقة الموحدة فهو النفوذ الخارجي للحرس الثوري عبر فيلق القدس وأذرعه من المليشيات المسلحة المتحركة بأوامره في سوريا والعراق ولبنان واليمن وفلسطين، وما يتصل بذلك من استهداف المصالح والسفارات والقوات الامريكية في المنطقة.
وتبقى الورقة الرابعة قضية التطبيع مع إسرائيل التي لا يمكن فرضها على إيران أو حلفائها في المنطقة، لكن قد تشملها الصفقة من باب عدم التدخل في خيارات اية دولة عربية ترتأي ان تقيم علاقات مع إسرائيل.
والورقة الخامسة هي فك الاصطفاف بالدعم مع المحور الروسي والصيني المناوئ للغرب، وهنا الباب يتوافر على مرونة كبيرة ولن يكون عقبة في اية صفقة ممكنة.
هذه البنود، لا يمكن أن تتجاوزها كلياً أو جزئياً، الصفقة الموحدة لتسوية المشاكل بين إيران والولايات المتحدة الى الأبد.
السؤال هو: على ماذا تعترض ايران من بنود هذه الصفقة؟
رئيس التحرير-الطبعة الدولية