المالكي يستعرض القضايا المصيرية ويدعو إلى تغليب المصلحة العربية ونبذ الخلاف
إجتماع الحقوقيين العرب يناقش تحديات الأمن القومي ويخرج بقرارين لصالح العراق
عمان - رند الهاشمي
انطلق في عمان صباح امس ،اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الحقوقيين العرب بمشاركة تسع دول بينها العراق المؤلف وفده من 11 حقوقيا. واشادت كلمات الافتتاح الذي شهد حضورا واسعا بالدور السياسي والمهني البارز لرئيس الاتحاد شبيب المالكي ،واستمرار انعقاد دوراته منذ التأسيس في بغداد عام 1975. وتستمر اعمال الاجتماع يومين تتم خلالها اختيار امانة عامة ومكتب دائم للاتحاد ،يتوقع ان يكون رئيس اتحاد الحقوقيين العراقيين احد امنائه العامين المساعدين بعد دورة سابقة احتل العراق فيها هذا المنصب.
قرارات مهمة
واتخذ الاجتماع في جلسته الاولى امس (قرارين لصالح العراق ،الاول عقد المؤتمر العام للاتحاد في بغداد خلال العام المقبل، الذي تعهد وفد العراق بتحمل جميع نفقاته ، اما الثاني فهو تسمية عضوين من العراق الى المكتب الدائم هما قيس البياتي رئيس فرع كركوك وشاكر محمود نائب رئيس اتحاد الحقوقيين العراقيين). من جانبه، اكد المالكي خلال كلمة امس ان (اجتماعنا ينعقد في ظروف بالغة الدقة والصعوبة ومنعطف خطر في تاريخ الامة العربية ،حيث يرتكب العدو الصهيوني ابشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني في محاولة منه لارغامه على التخلي عن حقوقه المشروعة باقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف)، واضاف (قبل 48 عاما ونيف، تأسس الاتحاد ،استجابة لحاجة ملحة لحشد طاقات لحقوقيين العرب امتداد الوطن العربي ،وتوظيف امكاناتهم دفاعا عن القضايا القومية المصيرية ،وفي مقدمتها قضية فلسطين وحقوق الانسان والحريات الاساسية وسيادة القانون واستقلال القضاء بما يؤدي تحقيق العدالة)،.
واكد المالكي انه (خلال مسيرة الاتحاد الظافرة ،اتسعت دائرة نشاطاته، وتعززت علاقاته العربية والدولية بعد ان اكتسب الصفة الاستشارية لدى الامم المتحدة وهيئاتها المتخصصة ،موظفا موقعه للدفاع عن قضايا الامة وحقوقها المغتصبة، ومتصديا في نفس الوقت للمنظمات غير الحكومية والمعادية للامة العربية ،فاضحا دعواتها المريبة واهدافها المغرضة. واشار الى انه (ازاء الوضع العربي الراهن المتسم بالوهن والضعف واتساع دائرة التدخل في شؤونه الداخلية ،الذي الحق افدح الاضرار بالدول العربية التي اكتوت بناره ،فإن المكتب الدائم للاتحاد يدعو هذه الدول الى نبذ حالة الفرقة والخلاف، وتغليب المصلحة العربية)، ومضى الى القول (لقد بقي الاتحاد في ظل كل الصراعات العربية الداخلية والاحداث الجسام التي عصفت بالامة العربية ،محافظا على مهنيته واستقلاله ،برغم مختلف اشكال الضغوط التي تعرض لها ،ومحاولة ارغامه على تبني وجهة نظر دولة عربية دون اخرى ،فهذا الموقف المسؤول ، استحق عليه الاتحاد ، تقدير الدول العربية والمنظمات المهنية والشعبية)، معربا عن تطلعه بإن (تشهد المرحلة المقبلة انعقاد المؤتمر السابع للاتحاد ،الذي سيسهم في تطوير كفاءة ادائه وتوسيع قاعدة المشاركة في هيئاته القيادية).
فيما شددت كلمات كل من رئيس جمعية الحقوقيين الاردنيين ونقابة المحامين الاردنيين والامانة العامة للاتحاد والوفود العربية خلال الاجتماع على (ضرورة توحيد التشريعات القانونية العربية واستقلال القضاء والمحاماة، والتصدي للتحديات الدولية التي تحتكر القرار وتستهدف الامة وتحول دون نيل حقوقها). وكان الاتحاد العربي ،قد اتخذ في اجتماع سابق ،قرارا باقامة احتفالية لتكريم رئيسه المالكي ، وينتظر الشروع بتنفيذهذا القرار.
وعلى هامش الاجتماع ، عقدت ندوة عن تحديات الامن القومي العربي، الشعار الذي انعقد تحته اجتماع اتحاد الحقوقيين العرب ،شارك فيها الوزير والمستشار المصري السابق مفيد شهاب والمفكر والباحث العراقي عبد الحسين شعبان.
امن قومي
ورأى شهاب في كلمة القاها خلال الندوة ان (موضوع الأمن القومي العربي الذي اخترته عنوانا لكلمتي ، يثير الكثير من الشجون لدى البعض، وربما يتعامل معه البعض باعتباره حنينا للماضي وتفتيشا في دفاتره، وربما يراه بعض آخر على أنه محاولة يائسة لإعطاء قبلة الحياة لمفهوم عفا عليه الزمن، ولكل هؤلاء أقول تعالوا إلى كلمة سواء وبمنتهى الصراحة، إن نظرة بسيطة إلى خارطة الدول العربية بما يكسوها من صراعات وأزمات تهدد أمن وإستقرار عدة دول عربية ،كافية للبحث والتفتيش عن مخرج آمن للوطن العربي، أو على الأقل إجراء زيارة لبعض المخارج التي لم ينجح العرب في ولوجها خلال العقود الماضية).
فرض عين
مؤكدا ان (استدعاء مفهوم الأمن القومي العربي الآن يبدو كفرض عين وليس لدغدغة المشاعر والتباكي على القومية العربية، ولا حتى تحميل أي طرف مسئولية ما وصل إليه الأمن القومي العربي في مجمله، وفرض العين في تلك اللحظة يحتم علينا جميعا البحث في سبل إحياء ذلك المفهوم بما يتوافق ومتطلبات الأمن الوطني لكل دولة عربية، وأقصد بإحياء المفهوم ووضعه موضوع التنفيذ، بإعتباره