الظلم المستدام على مدى الأعوام
جمال السوداني
لسنين طوال كانت ( تفويلة ) العجلات في فنزويلا بدولار واحد .. فالنفط نفطهم ، و في خدمتهم .
و قبل سنوات قريبة ، قال في التلفزيون د. حسين الشهرستاني ( كلفة لتر البنزين تكلفنا 50 دينارا ، و كلفة اللتر الذي نستورده ب350 دينارا ، فنجمع كلفة المنتج مع المستورد ، و نبيع اللتر ب400 دينارا للمحطات ) .. و قبل أشهر ، قالت الحكومة بأن ( لا
إستيراد للبنزين بعد اليوم ، فأنتجنا بما يكفي للعراق ) .
و بقيت وزارة النفط تبيع البنزين بسعر المستورد .. فلمن تذهب هذه الأموال ..؟ و لماذا لا تقلل الحكومة من أعباء العراقيين ، كي يدفع ذلك بأصحاب سيارات النقل الجماعي الأهلي ، و الحكومي ، ليقللوا أجور سيارات الخطوط الداخلية ، ؤ سيارات الأجرة ، فيرفعوا عن كاهل المجتمع جزءا من الأثقال ..؟ حيث الطلبة ، و البسطاء ، و المعوزون ، و المرضى .. هؤلاء هم الذين يستخدمون التنقلات في أمورهم اليومية .
و نأتي على غاز الطبخ ، فهذا المنتج لا يكلف الوزارة أثمانا ، والغاز غير مستورد .. أما ا`ن للحكومة أن تعطي لكل أسرة قنينتين شهريا مجانا ..؟ لا أن تبيع كل قنينة ب5000 دينارا . و قبل بضع سنين ، ذكر مدير إحدى معامل
الإسمنت الحكومية ( بأن كيس الإسمنت يكلف إنتاجه 500 دينارا ) .. فلماذا يباع للمواطنين بسعر المستورد ، بأكثر من 5000 دينارا ..؟
و حتى المبلغ الذي تدفعه كل عائلة ، الى أصحاب المولدات الكهربائية الأهلية ، هو بسبب الحكومة ، و ينبغي أن تدفعها هي ، من المال العام ، فهي من تسبب بهذا العوز للكهرباء .
و كذلك ، إن الطلبة الذين يدرسون في الكليات الأهلية ، يدفعون أجورا غير طبيعية .. فعلى الحكومة دفعها ، لأن التعليم مكفول دستوريا للعراقيين ، و الدولة تتكفل بتقديمه لهم .
و لا نذكر المدارس الأهلية ، هذه المودة .. فهي بدعة ضارة ، و لا داعي من أولياء الطلبة ، زج أبناءهم فيها ، فهذا بطر ، لأن المواد الدراسية فيها ، هي نفسها في المدارس الحكومية . فإلغائها ضروري ، لأنها تشجع على الإبتزاز .
لقد مرت على العراقيين الويلات ، و الكوارث ، و من هوان الدهر أن يعيشوا بالعوز ، و الفقر ، و المرض ..