علي (ع) قلب يقطر بالرقة والحنان

حسين الصدر

عن عبدالواحد بن زيد قال:

خرجت إلى مكة فبينما أنا أطوف فإذا بجارية خماسية (أي طفلة ذات خمسة أعوام) وهي متعلقة بستارة الكعبة وهي تخاطب جارية مثلها وتقول:

لا وحقّ، المنتخب بالوصيّة،

زوج فاطمة المرضية ما كان كذا وكذا فقلت لها:

يا جارية مَنْ صاحب هذه الصفة؟

قالت:

ذلك والله علم الأعلام، وباب الأحكام، وعمود الدين، وقسيم الجنة والنار، ورباني هذه الأمة، ورأس الأئمة، أخو النبي ووصيَّه وخليفته في أمته مولاي علي بن أبي طالب.

فقلت لها:

يا جارية بم يستحق عليٌّ منكِ هذهِ الصفة؟

قالت:

كان أبي والله مولاه فقتل بين يديه أيام صفين،

ولقد دخل -أي الإمام- على أمي وهي في خبائها وقد أصابني وأخا لي الجدري فأذهب به بصرنا فلما رآنا تأوه وأنشأ يقول:

ما إن تأوهتُ من أمر رزيتُ بِهِ

كما تأوهتُ للأطفال في الصِغَرِ

قد مات والدهم من كان يكفلهم

في النائبات وفي الأسفار والحضرِ

ثم أَمر يده المباركة على عيني وعين أخي، ثم دعا بدعوات ثم شال يده فإذا أنا والله أنظر إلى الجمل على بعد فرسه ببركته...