الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الوفاء ريح وريحان وطيب مقام

بواسطة azzaman

الوفاء ريح وريحان وطيب مقام

منير حداد

 

النذالة ثلمة أخلاقية، وشرف الخصومة زينة يتحلى بها عالي الجناب ترفعاً رسخت جملة في مخيلتي، منذ الطفولة، مفادها «أحلم بكف الله تمر على بيتنا.. تطهره؛ فيسقط الشيطان من المروحة» ربما هي جملة منفلوطية أو عقّادية، تنمو مع غضاضة وعيي وما زالت عالقة، حتى بعد أن تبسطت على قمة هرم العمر، متأملاً السفح.. جملة تختزل رغبتي بسلام داخلي مع النفس.. مفقود، ليس لأنني غير متصالح مع ذاتي؛ إنما لأن أنواعاً من بشر، إذا حققت له مبتغاه؛ إكتفى منك متنكراً، يتنصل من الفضل بالقطيعة، بل والإحتراب، عقب تودد يذوب فيه وجداً.

دهاء

الأدهى من إفتعاله خلافات وقوله ما ليس فيك، وتزكية نفسه كما لو أنت البادئ بالجفاء، منزهاً أفعاله.. بل يقرنها بملاك مسوَّم أو نبي مرسل.. يبالغ.. متخطياً الأخطاء المتكيسة عفناً في جوهره، تبعث زناخة لا تزول ولو سُكِبتْ روائح الجنة عليها وغسلت بماء حوض الكوثر.. أقول: الأدهى من هذا كله، تجربة مثل تلك كفيلة بقطع سبيل المعرف؛ فحري بها أن تحث ضحيتها على الإحجام عن مساعدة أحد بعدئذ! فـ»من سن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها» يتحمل الحوب الأكبر من خطية القادمين بعده، يلتمسون حاجة ما... 

مروءة

ليس من المروءة إستخدام الأسرار التي يعرفها أحد عن آخر، إبان الوفاق، في طعنه عند الخلاف.. إنها أخلاق وضيعة وسلوك دوني لا ينحدر إليه إلا ذو حظ وضيع... والنتائج المتحققة عن فضح أسرار الصداقة خلال المودة قبل نشوب الخلاف، منجز لا يفخر به، إنما عليه أن يخجل منه.

النذالة ثلمة أخلاقية، وشرف الخصومة زينة يتحلى بها عالي الجناب ترفعاً.

 

 

 


مشاهدات 38
الكاتب منير حداد
أضيف 2025/12/16 - 3:58 PM
آخر تحديث 2025/12/17 - 11:03 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 471 الشهر 12527 الكلي 12996432
الوقت الآن
الأربعاء 2025/12/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير