معيشة ضنكى ومنحة مهينة
مجيد الكفائي
يعيش الأدباء والفنانون العراقيون اليوم واقعًا مريرًا يعكس انفصامًا واضحًا بين قيمة الإبداع في الخطاب الرسمي ومكانته الفعلية في الحياة اليومية. فبينما يرفع الجميع شعار دعم الثقافة والمبدعين، تتجسد الحقيقة في معيشة ضنكى يرزح تحتها كثير من رموز الأدب والفن، ممن أسهموا في رسم ملامح الهوية العراقية عبر عقود من العطاء.
تأتي “المنحة” التي تُقدَّم لهم أحيانًا كمحاولة خجولة لتقدير جهودهم، لكنها في جوهرها تتحول إلى إهانة رمزية حين تُمنح بمبالغ زهيدة لا تليق بتاريخهم ولا بجهودهم التي أغنت الوجدان العراقي والعربي. فكيف يمكن لمن وهب عمره للكتابة أو التشكيل أو المسرح أن يعيش على منحة لا تكفي لأيام قليلة؟
إنّ تجاهل أوضاع المثقفين والمبدعين لا يهدد الأفراد فحسب، بل يهدد الوعي الجمعي للأمة، لأن الثقافة هي حصن الذاكرة ومصدر الإلهام . فالمطلوب اليوم ليس منحة شكلية، بل سياسة ثقافية عادلة تُعيد الاعتبار للأدباء والفنانين وتمنحهم حياة كريمة تليق بمكانتهم.