إذا هبت رياحك فأغتنمها
ياسر الوزني
حكى لي صديق ماحدث في عيادة طبيب أذ يقول أن سكرتيرة العيادة ومساعدة الدكتور دخلتا الى غرفة الكشف وهما مذعورات فظن الرجل أنه في قبضة عصابة فصاح بصوت عال (شكو شبيكم) كانت بيد السكرتيرة الخائفة ورقة صغيرة أخذها دون وعي وقد فزع حين تبين له أنه كارت شخصي مكتوب عليه ( الدفان فلان ، مستعدون لحفر القبور 24 ساعة)، مرضى العيادة أصابهم الخوف وغادر قسم منهم على عجل دون معرفة مصدر الهلع ،يبدو أن حفار القبورشاهد عدد كبير من المراجعين فأراد بطريقه مقصودة تجاوز دوره ونال مراده أذ طلب منه الطبيب الدخول فوراً مع عتاب شديد بدون (كشفيه) مخبراً أياه عدم الحضور الى هذه العيادة مرة أخرى حتى وإن لم يستجب للدواء،لاشك أن النفس تنقبض حين الحديث عن ملك الموت ويتشائم البعض من الضيف الحامل أمراً سماوياً لايتردد أمام فزع وخوف سكان الارض وعلى الاخص المترفين والاغنياء وأصحاب المقامات مع أن قصصاً كثيرة تؤكد أن كل معشوق زائل فذلك رجل الاعمال الصيني ترك خلفه مالاً وفيراً وزوجة جميلة صارت عروساً لسائقه بعد أيام من وفاته وحينذاك أيقن الزوج الجديد أنه فيلسوفا ًفي الاقتصاد فقال جملة مؤثرة ( كنت أظن أني أعمل عند سيدي وأكتشفت بعد موته أنه كان يعمل عندي)،ربما يخاف من هذه الكلمات الطامحين في مناصب مربحة بعد الانتخابات وصاروا يرسمون الخطط ويتسابقون في زيارة المراقد الدينية مكراً ومخاتلة مستنسخين ذلك من ثآليل فكرية مبنية على قياس مسبق في التسلق عبثاً الى مواقع تفتح الشهية وتنفخ الكروش ،قد لايسعد الفقير أن يبيع صوته للغني وهو يعرف أن حرية الخبزهي ضمان حرية الانتخابات والانسان المطمئن على مستقبله سيد نفسه ولايمكن ان يغامر بصوته الذي بح من كثرة الصياح (دخانك عماني وطبيخك ماجاني )