الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
البديري من أجواء الحلة.. شاعر عاش معاناة الحياة     


البديري من أجواء الحلة.. شاعر عاش معاناة الحياة     

   كاظــم بهـيّــــة

 

محمد خنياب عباس  البديري  (1951 – محلة الجامعين – الحلة ) شاعر حلي   رحل وهو في عنفوان شبابه ، بعد ان عاش وضعا خاصا مؤلما اصيب بمرض استمر معه مدة طويلة من المزمن ، حتى توقف قلبه فخسر الادب الشعبي واحدا من شعرائه الشباب . عاش الالم ومعاناة وحزن الشعر والحياة حتى رحيله .

 اذ كانت قصائده ترجمة للحياة التي عاش بها مع الناس والحبيب ، وهو يصارع مرضه الذي لم يفارقــــــه وهــــو طريح الفراش يكتب له رغم كل هــــذه المعانــــاة التـي يعيشها .

   عاش البديري ،شاعرا مخلصا لعلاقته مع زملائه الشعراء وبقية الناس فلا يحب المراوغة ولايحب صاحب الوجهين وعلاقة الغش هذا ما يؤكده في قصيدته الموسومة (عود نفاخ )  كتبها عن احد الشعراء في الحلة والتي كانت اخر انتاجه الشعري قبل رحيله وارسل نسخة منها لأرشيفي الخاص ومازالت احتفظ بها بخط يده يقول فيها :

سوي اشما تريد وي الكلب سو         

  تجرحه لوتعذبه بحزن وهموم

هاتوني عرفتك دغش هاتو            

جبن حتى الهوه المر بيك مسموم

جنت لو تمر انده نسم الجو                

 اثاريك غثيث وعصف وغيوم

توهمت الوكت وياك يحلو              

 لكيته اغراب ينعب يصرخ البوم

جنتلك عود اخضر يحن يلتو           

صرت مثل السمج ماكول مذموم

تعطش من ثدايه الفرح ترتو              

ومن الفرح كلبي طفل مفطوم

لو جانت تعرفه موش ابن بو              

ماضاكوا لبنها وظلت تحوم

            ×××

امشتت لاخبر منك ولاخط                  

 يسلي رويحتي ويكحل العيون

ظنيتك خضار وفي جرف شط            

   اثاريك حماده وعطش مدفون

فلا تلكه اثر لو جدم ينخط                 

 ولادرب المشيته وياك ما مون

وهنا نلاحظه ينتقد الانسان الخداع ، بصراحته المعروفة بين الشعراء الحليين :

رمل هيال بي حته الجبل غط                 

 مابين الخداع وكثر الظنون

لويبكه الكديش  بدون مربط              

 مثل نار ويه ريح وبيد مجنون

جذب حته الكرم لاهيلكم عط                

ولافارت الدله بدون جانون

غشيم وجنت اداوي املس اركط          

 وثاريني بهوه الجتال مفتون

لقد عاش الشاعر .. طيب القلب بسيطا في حياته اليومية يكره الانا ويؤكد ويوضح في كتاباته الشعرية حقيقة الواقع اليومي فكان يتألم للإنسان المتكبر بان الدنيا ليس لها امان  :

بثكل همك دليلي حمل وناخ                 

وانه الجان الفرح بدروبي ينطش

وهم غيمك علي من الحزن زاخ            

وخضار رويحتي بمنجلك ينحش

سره ودار الوكت من قصتك زاخ              

 بعد وحشة الليل بظلمه غبش

دنيه ماعليها من البشر شاخ                    

ولاجلت قدرته   بعبده ينغش

يجي يوم واشوف الهامتك طاخ             

 والعود الصلب يرجع غرو هش                       

 الدنيه الغرتك عنكود نفاخ                         

اله ساعة ويرد يفلان ينفش

فالحبيب في جدان الشاعر الراحل البديري له تأثير خاص فقد تغزل به كثيرا فمزج الحزن والحب معا في عتابه ، فسلم قلبه للحبيب وبكل رحابة صدر كقوله في هذه القصيدة الموسومة ( دنيانه سفر ) نقتطف منها  :

شفنه صيفك باني لاحزانك مضيف         

وضكنه مر الحنظل بدلة هلك

جزه وكته وسلم الهم للخريف            

 وكلبي عود وحيل حزه بمنجلك

             ×××

كمر سميناك كلنه انشوف ضي         

من هواك ولن ظلام بصوبنه

ونهر وصفناك بيه الشوك مي       

  عطش لنك طش جمر بدروبنه

لنته وافي ولضمير البيك حي              

 انت عاذلنه ولا محبوبنه

الف وسفه وحيف سميتك وليف          

   والعرف تاليك ينكر اولك

انت قاسي ولا كلب عندك نظيف      

  خنت بينه ودست كلب الدللك

              ×××

فالشاعر خنياب لم يقتصر على كتابة القصيدة فقط  وانما كتب كل بحور واوزان الشعر الشعبي كالابوذية والزهيري :

ياصاح من سافرت لاتظن بالي هده

وبحبل وصلك اجر والعذل ينده هده

وبدرب حبك تهت ماشفت واحد هده

 والضعن مد وجزر واحشاي اخذهه وسار

 وماوصل منك خبر لكليبي مفرح سار

 غلطان كلمن لمن مايوفي سره سار

والوفي بس الجلب كلسا نكله هده

 


مشاهدات 17
الكاتب كاظــم بهـيّــــة
أضيف 2025/12/01 - 5:42 PM
آخر تحديث 2025/12/02 - 12:37 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 75 الشهر 863 الكلي 12784768
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/12/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير