لا تحاضروا على الذين  لديهم (إكتفاء ذاتي)

عادل سعد

•هل يمكن  لخبير  في شأن من شؤون الحياة ان يشترط نوع العينة  الاجتماعية التي سيحاضر عليها ويطرح الافكار والمعارف الاخرى التي ينوي ان تكون جزءا اساسيا من الرصيد المعرفي العام للعراقيين .

•مناسبة سؤالي  تكرار الوجوه المشاركة في الندوات والمؤتمرات والجلسات الحوارية

•لا اكتمكم  أن أغلب  الذين يحضرون هذه الأنشطة  هم من  كبار السن  في حين ان المعارف التي تطرح في تلك الانشطة ينبغي ان تكون في متناول الأجيال الشبابية بخصوصية متميزة  ، أي من الشرائح الاجتماعية الذين عليهم الأن مسؤوليات مباشرة ازاء  مايجري في العراق ، وعليهم  أن يتنوروا بتلك المعارف لتصحيح اخطاء ،أو تكوين قيمة مضافة لزيادة زخم التطور الانمائي .

•المشكلة  ، هناك ضياعات في الوقت ووسائل التوصيل ، ولكم تقيسوا المفارقات  حين تكون المحاضرة عن مخاطر المخدرات والمستمعين  من كبار السن المتحكمين  بشرفهم في مواجهة الانحرافات ،  أو أن تكون المحاضرة عن الاصحاح البيئي ودرء خطر التلوث والمستمعين من الملتزمين  في تقديم خدمة مدنية تطوعية  في هذا المجال.

•كيف تكون الملائمة  ونص  المحاضرة عن الصحة الانجابية  بينما أغلب الحاضرات نساء دخلن سن اليأس  .

•وكيف يستقيم المنطق التثقيفي  عندما  تكون المحاضرة عن فواجع الطلاق  على النسيج العائلي امام  حاضرين لا يعانون  مشاكل عائلية

• ما هي الجدوى وانت تحاضر عن الخصومات بين العشائر والمستمعين لك  من سكان مدن ليسوا معنيين بهذه الخصومات

عينة اجتماعية

•ان اختيار العينة الاجتماعية  والمكان المناسب  يمثلان المدخل الصحيح لنشر  الوعي ،  واذا كان لمراكز بحث ،  أو منظمات مجتمع  ،أو أية جهات اخرى ، ان تكون في صميم الأهداف التي تتحرك بموجبها ، وأن تتوخى الاختيار الصحيح لتصدير ونشر ما تريد نشره ،وإلا يكون نشاطها عقيماً  لا جدوى له .

•ان المدارس والمعاهد والكليات  والنوادي والمضايف والدواوين  والمؤسسات الاخرى  هي  الأماكن  المناسبة لنشر المعارف التي ترى مراكز بحث  ومنتديات  تناولها ، وعلى  أدارات المؤتمرات والندوات ومجالس الحوار أن تجلب  مستمعين لأنشطتها من  الشرائح الاجتماعية التي تناسب  حاجاتها.

•إن تكرار التحاضر بيننا  ،بعضنا على البعض  ، تكرار للوجوه نفسها  ، تكرار للخسارة المعرفية   ،وهذا احد بيوت الداء المعرفي المتفشي الان في العراق .

•عن مشاهدة عينية ، حضرت الى منتدى  بيتنا الثقافي  جلسة تكريم للقاص والناقد جاسم عاصي بمناسبة بلغوه الثمانين ،وقد تحدث الرجل  عن تجربته الادبية  بأفاضة غنية وأمينة   ،ولا اكتمكم كان بنفسي  ان يسمعها شباب ليتعرفوا عليها ويتزودوا منها بدروس  ربما تعينهم  في مواقف ما

 •المفارقة  ، إن الاغلبية العظمى من الحاضرين  يعانون من شدة (الاكتفاء الذاتي) المعرفي عن تجارب اقران لهم ، المشهد تكرار لحاضرين سابقا خلال  حديث للسيدة  منى سعيد  واخرين .