الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
  ابو شبع مدرسة شعرية تخرج منها الكثير


  ابو شبع مدرسة شعرية تخرج منها الكثير

 

 الحلة : كاظـم بهـيـّـة

الشاعر انسان يعرف معنى الانسانية، وبحار يغوص ليستخلص المرجان والدرر الثمينة ليقدمها هدية جميلة الى كل الناس في المجتمع . اليوم نتعرف على قمة من قمم الشعر الشعبي العراقي ، وركنا قويا من اركانه. شاعرا وانسانا فنشأ نشأة نجفية طيبة اصيلة هو الشاعر الكبير ابراهيم الخليل ابو شبع المولود ( 1877 – محلة الحويش ) ولع ولعا شديدا بكتابة الشعر الشعبي . واتقن كل قوافيه واوزانه وكتب بكل فنونه وبكافة اغراضه . ولكن اختص في بدايته الشعرية بالشعر الوجداني لكونه مرهف الاحساس ورقيق المشاعر في ايام صباه :

بغير افكار ها التصوير خلانه

كل الشاهده  تتغير الوانه

فتاة وخلت الوادم عله ريبه

وبيها انشغف حتى الينسل بشيبه

شفتها وكثرت كلبي تصاويبه

وكثره الصوبتهم موش بس انه

واستمر هذا المد ..حتى سرعان ماتحول ، الى عشقه الجنوني بال البيت الرسول وجسد مواقفهم البطولية في كل قصائده حتى مماته والدليل على ذلك ن في عام 1951 طبع له ديوان شعري كبير اسماه (دمعة الخليل ) حافل بالقصائد الرثائية ، فتتجلى في شعره روح الحب الخالص لاال البيت وسيما في مدح الحسين بن علي في معركة الطف في كربلاء :

ظنت بجتلك كفرها اتنومست

واهيه للعار الفلا يبره البست

ياحسين انجان الك روحي نست

الله من العافية ينساها            

لكتابته ميزه يمتاز بها عن غيره من معاصريه ، هو مدرسة شعرية تخرج منها الكثير من شعراء الادب الشعبي امثال عبد الصاحب السعداوي الكوفي ومحمود حيدر وفاضل الرادود وعبد الحسين ابو شبع وعبد الواحد معله وشهيد ابو شبع وغيرهم الكثير الكثير من شعراء النجف . والذين اصبح لهم الدور البارز في ساحة الشعر الشعبي في العراق بعد جيله في نهاية الستينات والسبعينات .

لم يترك الشاعر ابو شبع بابا من فنون الادب مالم يطرقه ، فرغم ثقافته البسيطة فقد كان يباري الشعر العربي والامثال الشعبية كما هو الان تقرأ معارضا للمثل (سم الخياط لدى الاحباب ميدان ) :

السبب خلخال ساهي العين ميدان

عفيف اولعد غير اهواه ميدان

صدك سم الخياط ايصير ميدان

عرفته اوسيع من هذي القضية

وللشاعر ابراهيم ابو شبع مكانه رفيعة بين الاوساط الشعبية ، في مدينة النجف كان رجلا وطنيا لم ينسى هموم شعبه آنذاك عندما انبثقت الثورة العراقية في العشرين من حزيران ، بعد فأخذ ينشد الاهازيج والقصائد الوطنية الحماسية ليشد من عزيمة اخوانه المقاتلين للدفاع عن تربة هذا الوطن الغالي :

اليوم يومج يم نهاية

عمله العراك وعمله

وهي دعوانه شيفله

من تدور الدول كلهه 

ضنتي بيج الكفايه

كان لطيف المعشر والاسلوب وذو نفس نبيلة وطبع كريم فعند وفاته عام 1964 كان لها اثرا في نفوس كل الناس وذلك لمقامه الكبير في صفوف الشعراء البارزين في العراق وفي نفوس من عاصرهه من شعراء مدينته ،وهذا هو الشاعر حسين حمزة امين يؤكد على هذه السجايا الحميدة الذي كان يحملها شاعرنا ابو شبع :

اديب وكل اديب عليه يتألم

غير الرابطة الطيبة الحسينية

لابس بالقوافي وخدمته توسم

بالروح اللطيفة الاجتماعية

 


مشاهدات 133
أضيف 2025/11/18 - 3:23 PM
آخر تحديث 2025/11/23 - 2:02 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 100 الشهر 16401 الكلي 12677904
الوقت الآن
الأحد 2025/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير