الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فضائح شهادات الماجستير والدكتوراه

بواسطة azzaman

فضائح شهادات الماجستير والدكتوراه

عبدالستار رمضان

 

جرائم الفساد بانواعه المالي والاداري والاخلاقي والمجتمعي تكبر وتتوسع يوما بعد يوم، وتظهر جرائم جديدة بما يشبه المرض او السرطان الذي ينخر بالمجتمع وتصعب طرق علاجه. وتمثل جرائم وفضائح الشهادات العليا (الماجستير والدكتوراه) وبيعها باسعار عبر شبكات ووسطاء في العراق ولبنان، أحدث وأهم هذه الاخبار التي كشفت عن شبكة واسعة لبيع شهادات الماجستير والدكتوراه مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 4 و10 آلاف دولار، وهم ما أثار فضيحة أكاديمية شملت جامعات لبنانية وطلبة عراقيين تصدّروا قائمة المستفيدين.

هذه الشهادات التي حصل عليها عراقيون يشغلون مناصب ووظائف مهمة وعليا وهم الذين يتصدرون قائمة المستفيدين عبر وسطاء محليين وجهات نافذة تتولى تسهيل المعاملات وتحويل الأموال التي تشكل هدف ومبتغى العديد من الجامعات الحكومية والخاصة، والتي كانت تصدر الشهادات لأشخاص ربما لم يحصلوا على الشهادة الجامعية الاولية(البكالوريوس) بل وربما كانت شهاداتهم الاعدادية والادنى منها مزورة كما كشفته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق عن نائب لدورتين سابقتين واليوم اكتشفوا ان شهادته مزورة وهو يستعد للانتخابات القادمة.

ان الرغبة والولع والشغف الذي يصيب الكثير من الاشخاص بحرف(د) ولقب استاذ هو المحرك والدافع الرئيسي لهذا السعي والتكالب للحصول على الشهادات والالقاب العلمية من دون الانتظام في الدراسة والشروط المطلوبة للحصول على الشهادة واللقب الذي يزين اسمائهم وهم يشغلون مناصب او مراكز هي اكبر وأوسع من امكانياتهم وقدراتهم وتحصليهم الدراسي او العلمي. واذا كان صحيحا ما نقلته الاخبار عن تقديم وزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان شكوى إلى النيابة العامة التي بدأت باستجواب إدارات الجامعات وتدقيق ملفات آلاف الطلاب الأجانب، خصوصًا العراقيين، للمراجعة الدقيقة وسحب  تراخيص الجامعات المتورطة، فان من الضروري ان يتحرك العراق ويهتم بهذا الملف لكشف المستور الذي يضرب في صميم ومصداقية التعليم.

لقد شهد العراق تراجعا كبيرا في المستوى والكفاءة والتقييم، ويقابله التضخم والاعداد الكبيرة والضخمة من اصحاب شهادات الماجستير والدكتوراه، وحملة الالقاب العلمية والذي تستفيد منه جهات وشخصيات متنفذة تسعى دائما الى مصالحها وزيادة ارباحها عبر اضعاف التعليم الحكومي وزيادة وتوسيع مساحة التعليم الاهلي بمختلف مراحله..ان فضائح الشهادات المزورة ازمة تضاف الى أزمات هذا البلد المتعب الذي تحيط به ازمات تأمين المياه والكهرباء والخدمات والانتخابات التي تصرف فيها الملايين والمليارات من جهات واشخاص ربما تكون شهاداتهم مزورة.

 

 

 


مشاهدات 39
الكاتب عبدالستار رمضان
أضيف 2025/11/05 - 2:33 PM
آخر تحديث 2025/11/06 - 1:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 406 الشهر 4180 الكلي 12365683
الوقت الآن
الخميس 2025/11/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير