السودان يصرخ والأمة صماء

فاطمة علي

 

في السودان يُذبح الناس كأنهم لا ينتمون إلى هذه الأرض، يُقتَل الأطفال وتُغتصب النساء وتُحرق المدن، والعالم العربي والإسلامي واقف يتفرّج... كأنها حرب في كوكب آخر!

أين أنتم يا من تتحدثون عن “الأمة الواحدة”؟

أين الذين يرفعون الشعارات كلما اشتعلت حرب على غير المسلمين؟

لماذا تصمتون حين يُقتل مسلم فقير لا يملك صوتًا ولا نفطًا؟

في السودان، الدم أنهار، والجثث تُركت في الطرقات، والعائلات تُباد بالكامل، ولا أحد يجرؤ على قول كلمة حق.

حتى المنصّات التي ملأت الدنيا تضامنًا لقضايا أخرى، اليوم تلتزم الصمت وكأن السودان لا يستحق الحياة.

أليست هذه بلاد مسلمة؟

أليس هؤلاء إخوتنا في الدين؟

أم أن الإنسانية تُقاس بلون البشرة أو بمدى جدوى الهاشتاغ؟

نحن نعيش زمنًا مريضًا، يتاجر فيه الناس بالشعارات أكثر مما يتألمون بالحقائق.

زمن تُرفع فيه لافتات “نصرة المظلوم” في كل مكان إلا حين يكون المظلوم سودانيًا!

كفى نفاقًا.

كفى صمتًا.

كفى تبريرًا باردًا يقتل الضمير أكثر مما تقتل الرصاصات.

السودان اليوم ينزف وحده، بينما أمة المليار تمارس طقوس اللامبالاة.

أطفال يُقتلون، وأمهات يُدفنون أحلامهنّ بأيديهن، ولا أحد يتحرك!

أي دين هذا الذي يعلّمنا أن نصمت أمام الذبح؟

أي ضمير هذا الذي يرى الدمار ويقول: “ليست مشكلتنا”؟

السودان ليس بعيدًا عنّا، هو جرح في قلب كل مسلم صادق.

وإن لم نغضب له الآن، فسنغرق غدًا في جراحنا نحن، ولن نجد من يصرخ لأجلنا.