المؤرّخ مع رئيس الوزراء
علي جاسم الفهداوي
رأيته في المنام يسير إلى جانبي، محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق، يرتدي البدلة نفسها التي أرتديها، كأنّ القدر أراد أن يزيل الحواجز بين السلطة والمعرفة، بين القرار والفكر، لم يكن في الحلم كلام كثير، لكنّ الصمت كان ناطقاً؛ فقد بدا الطريق الذي نمشيه واحداً لا يعرف الفصل بين السياسي والمؤرخ... شعرتُ حينئذ ٍ أن التاريخ الذي أدرّسه في قاعات الجامعة لم يعد نصوصاً جامدة، بل صار رفيقاً يمشي في الشارع، يشارك في صنع الحاضر.
ربما كانت الرؤيا رسالة من اللاوعي الوطني، تقول إنّ العراق لا يُبنى بالقرارات وحدها، ولا بالمقالات وحدها، بل حين يلبس المؤرخ والسياسي الثوب نفسه، ويسيران معًا في طريق الوطن.