ما بعد 11 نوفمبر - تشرين
أيوب الجميلي
ما بعد 11 نوفمبر: آمال زائفة كالمعتاد، أوهام وأحلام جوفاء يطلقها مرشحو العملية الانتخابية
فهل يشكل يوم 11 تشرين الثاني ولادة لنظام جديد أم مجرد «تدوير» للوجوه السياسية القائمة؟
بين العزوف والأمل
يتباين المشهد بين جمهور يعزف عن الاقتراع إحباطاً من العملية السياسية برمتها، وآخر مؤيداً ومتأملاً في إحداث تغيير حقيقي. هذه المرحلة الانتقالية التي يشهدها العراق بعد 11 تشرين الثاني تتمحور حول تغيير القيادات السياسية لأربع سنوات مقبلة، وسط صراع مستمر بين الفشل والفساد مقابل طموحات الإعمار والاستقرار.
سباق انتخابي محموم وسلاح منفلت:
لم يشهد العراق سباقاً انتخابياً بهذا الحدة من قبل، حتى وصل الأمر إلى ترشيح عدد من المشاهير والشخصيات التي لا تمتلك تأثيراً سياسياً كبيراً.
على صعيد السباق الانتخابي، برز حادث اغتيال المغدور صفاء الحجازي، عضو مجلس محافظة بغداد، ليطبع على المشهد السياسي صورة قاتمة عنوانها «السلاح المنفلت فوق الجميع». هذا السلاح بات يشكل خطراً يهدد حتى أبناء السلطة والأحزاب السياسية أنفسهم.
الصمت الانتخابي والواقع المزري:
بين العزوف عن المشاركة الانتخابية والتأثير الكبير للمؤتمرات الجماهيرية الصاخبة، يقف المشهد السياسي على أعتاب يوم الصمت الانتخابي في 11 تشرين الثاني. الانقسام واضح: جمهور يائس رافض للعملية السياسية، وآخر يأمل في تغيير الواقع.
إنها «وجهان لعملة واحدة»: جماهير غفيرة تحتفي بالرموز السياسية، مقابل معاناة يومية وواقع خدمي مزرٍ
. يبقى السؤال: من سيصدق في وعود بعد 11 تشرين الثاني؟ فملفات الأمن والخدمات والاقتصاد ملفات ضخمة، ومن غير المتوقع إنجاز وتحقبق هذه الملفات بنفس الوجوه التي قادت المرحلة السابقة.
ترقب إقليمي ودولي
يوم الاقتراع لا يهم الشعب العراقي وحده، بل هو محط اهتمام الشرق الأوسط والولايات المتحدة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية وتحقيق المصالح المشتركة.
الفترة الزمنية التي قادها رئيس الوزراء السوداني بولايته على العراق اعتبرت الأكثر ازدهاراً في الدورات السياسية ما بعد 2003، لما شهده العراق من أتمتة إلكترونية في دوائر الدولة ورغبة في تسريع عجلة الإعمار.
تساؤلات المرحلة القادمة:
من سيقود المرحلة القادمة؟
هل ستختار القوى السياسية شخصية قادرة على تحقيق أمن وسيادة العراق؟
هل سيتحقق إنجاز في ملف الطاقة والكهرباء؟
هل سيتم حصر السلاح بيد الدولة؟
الجميع يترقب، والكثير يترصد.