الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
بإنتظار سافانا في بغداد

بواسطة azzaman

بإنتظار سافانا في بغداد

عبد الجبار الجبوري

 

أحدث تكليف العراقي مارك سافانا ،مبعوثاً للرئيس ترمب في العراق، دوياً ولغطاً سياسياً وشعبياً كبيراً، في الصحف ومنصات التواصل والشارع العراقي، فقسم وصفه ببائع الماريجوانا والحشيشة والمخدرات)، وقسم آخر بأنه صديق شخصي لترمب، وتمويل حملته الرئاسية واليد الضاربة له في العراق)، وأقاويل كثيرة أخرى،وفي العراق قيل عنه بأنه جاء لمهمة واحدة، هي إنهاء دور الفصائل وتفكيكها ونزع سلاحها، وحلّ الحشد الشعبي،فيما ذهب آخرون أنه جاء لتغير ناعم في العراق بعد الانتخابات، ونحن نرى أن تكليف مارك سافانا مبعوثاً لترمب، هي رسالة واضحة ، بعد إنتهاء حرب غزة ، وتوقف تهديدات الحوثيين، ورفع العقوبات عن سوريا، ودعم حكومتها، وإنهاء خطر حزب الله على إسرائيل،سيتفّرغ ترمب لإكمال مهمته، التي أعلنها صراحة ،في مؤتمر شرم الشيخ، وهي فرض السلام بالقوة والتطبيع مع الكيان الصهيوني،وهذا الشعارالابراهيمي الذي رفعه ترمب، شمل حتى إيران، حيث قال (( إن إيران ستركب قطار التطبيع  لاحقاً وانها ستطبّع في النهاية)).

تطبيق عقوبات

وهو يقصد بالطبع بعد تغيير نظام الحكم فيها،خاصة بعد الإنسداد السياسي معها، ومع الاتحاد الاوروربي، وتنفيذ وتطبيق عقوبات (آلية الزناد)، وغلق الباب أمام وكالة الطاقة الدولية ،وطردها من دخول إيران ، ومنعها من تفتيش مفاعلاتها النووية ، وما يهمنا هنا ، والشارع العراقي يسأل ماهي مهمة مارك سافانا في العراق، ومتى سيزور العراق،وما هي المهمة التي أوكلها الرئيس ترمب له، فجميع التسريبات التي جاءتنا من واشنطن، تقول أن مهمة مارك سافانا ، هي (نزع سلاح الفصائل الموالية لإيران، وحلّ الحشد الشعبي لا دمجه)، وهذا ما أبلغته وزارة الخارجية الامريكية، لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في رسالة له ، وفي مكالمة هاتفية معه قبل ايام ، حسب التصريات الأمريكية ، والصحف الأمريكية، وحتى أن تبليغ وزير الخارجية روبيو للسوداني، كان مباشراً وواضحاً ان واشنطن لن تعترف بأية نتائج إنتخابات أوحكومة عراقية، تشارك فيها الفصائل والحشد الشعبي)، وهذا يعد تهديداً أمريكيا للإطار التنسيقي أولاً، وللسوداني ثانياً، الأمر الذي حدا بالسوداني ،أن يصرّح بعدها أن (يجب حصر السلاح بيد الدولة، ونزع السلاح غير القانوني والخارج عن القانون)، وهو تناغم مع توجهات ترمب، حتى أن السوداني، قد تعرّض الى هجمة من قيادات الاطار التنسيقي بسببها ، وقالوا أنه سيركب قطار ترمب، بعد أن سمعوا أن الرئيس ترمب ، قد يستقبل السوداني في البيت الابيض قريباً،اذن مهمة سافانا في بغداد أصبحت ضرورة ملحة لانقاذ السوداني، الذي يواجه إقصاء من الولاية الثانية، وضمانها هي الركوب بقطار ترمب التطبيعي بعد الانتخابات، ولكن السؤال الأهم والأخطر، والمهمة الأعسر لترمب ومبعوثه للعراق سافانا وللسوداني، هي كيفية نزع سلاح الفصائل الولائية ،وحل الحشد الشعبي، الذي يصرّح زعماء الفصائل المقاومة، وزعماء الإطار التنسيقي ((أن لا نزع للسلاح، ولا حلّ للحشد الشعبي حتى ظهور القائم)).

حشد شعبي

وأن ((يدَنا على الزناد)، خاصة بعد زيارة قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني لبغداد، والذي أبلغ قادة الإطار والفصائل، (أن لا موافقة على نزع سلاح المقاومة ، وحلّ الحشد الشعبي)، وهو تبليغ المرشد الأعلى الخامنئي لبغداد والإطار،هنا تبدو المهمة شبه مستحيلة، أمام ترمب وطاقمه ، وأن الحلّ العسكري هو الفيصل بينهما، كما تقول الفصائل، وتدعمها إيران ، وهذا يدخل العراق والمنطقة ،بحرب يصعب التكهن بنهايتها، خاصة وأن عودة حرب إسرائيل وإيران، قاب قوسين وأدنى، إذن العراق أمام معركة كبرى هي الانتخابات، وما ينتج عنها، وأمام مهمة مبعوث ترمب ،وتبليغه السوداني قرار ترمب،في زيارته المرتقبة لبغداد قبل الانتخابات، وأمام إصرار ورفض الإطار التنسيقي ، وزعماء الفصائل بتوجيه ودعم ايراني ، على قرار أمريكا بنزع السلاح وحلّ الحشد،هناك خياران، واحدهما أمرّ من الآخر، في وقت يرفض الشارع العراقي والقوى الوطنية الحرب ، والبحث عن حلول تجنّب العراق كارثة حرب طاحنة، لا تبقي ولا تذر مع أمريكا واسرائيل وحلفائها، ومن هذه الأصوات زعيم التحالف الشيعي مقتدى الصدر، والقوى الكردية والسنيّة، وبعض زعماء الإطار والقوى الوطنية الشيعية، ولهذا هناك حراك جماهيري كبير لتظاهرات غاضبة، قيل انها ستخرج يوم 25 في هذا الشهر، لرفض الحرب والبحث عن حلول تبعد العراق، ولا تجعله ساحة حرب، لا ناقة له فيها ولا جمل، أوالحرب بالإنابة عن إيران، فيما يترقّب العالم والشارع العراقي، نتائج الانتخابات ، والتي ستقرر مصير ومستقبل العراق، فمهمة سافانا اليوم ،هي (التغيير الناعم ولو بالقوة والترغيب)، كما يريده الرئيس ترمب،وهذا ما يريده العراقيون أيضا، لأنهم ملّوا من فشل الحكومات المتعاقبة، والفساد الأسطوري الذي يضرب بكل مفاصل الدولة ، عموديا وافقيا،إضافة الى خطرالسلاح المنفلت ، الخارج عن القانون،على مسقبل العراق، والذي مايزال يشكل تهديداً مباشراً لحرب أهلية طائفية، تؤججها جهات تريد إضعاف العراق ،وإبقائه محتربا طائفياً وعرقيا وقومياً مع بعضه ، وهو مانراه الآن مفعّلاً في الشارع، وهي تجارة وحيدة للأحزاب الطائفية ،التي تريد من خلال المحاصصة والتجارة بالدين واشعال فتنة طائفية، أن تبقى أطول فترة في السلطة ، مستحوذة على موارد ومناصب السلطة كلها، فالحرب الطائفية الأهلية هي ورقة قذرة بيد أحزاب متنفذة ، تستخدم سلاحها المنفلت ضد الطوائف والمكونات الأخرى، إذن مهمة سافانا الظاهرة ،هي مهمة وخطة ترمب في مواجهة السلاح المنفلت الخارج عن القانون، وإعادة هيبة الدولة وضمان المصالح الإستراتيجية الأمريكية ،وإنهاء نفوذ إيران في العراق، تماما كما انهته في سوريا ولبنان واليمن، وهي المهمة الظاهرة الآن حسب رؤية وإستراتيجية ترمب وإدارته) .

ولكن الغالبية من الشعب العراقي لايثق بترمـــــب ، ولا بمبـــــــــــــعوثه الماريجواني أبداً، فترمب يبحث عن تجارة في العراق، وليس على سواد عيون العراقيين، فالعراقيون هم مَن بيدهم التغيير ،إن ارادوا التغيير،وما حك جلُدك مثل ظفرِك.

كما قال الأمام الشافعي،إذن مهمة سافانا في بغداد ، هي مــــــــــهمة عسيرة ولحظة تاريخية فاصلة، في وقت عسيريشهده العراق،الأحداث حبلى بالمفاجآت، والإنتخابات ومعركتها على الابواب، ومصير ومسقبل العراق في قبضة ترمب، وقبضة إيران ، أمّا حكومة السوداني وإطارها التنسيقي،فهي بين مطرقة ترمب وسندان خامنئي حتى يشاء الله.!  

 

 


مشاهدات 51
الكاتب عبد الجبار الجبوري
أضيف 2025/10/25 - 5:41 PM
آخر تحديث 2025/10/26 - 10:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 317 الشهر 17458 الكلي 12157313
الوقت الآن
الأحد 2025/10/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير