المسؤول الرفيع والنشر المتصنَّع

صلاح الدين الجنابي

كان لنا رأي في النشر العالمي والمستوعبات الشائعة لما يتغير لقواعد النشر والترويج والاعتماد للمجلات العلمية والذي يرتكز على العائد العلمي الذي يعمل على تطوير العمليات التعليمية والبحثية والمجتمعية ويؤسس لمكانة أكاديمية رصينة وسمعة علمية مرموقة، للأسف الذي حصل هو النشر العشوائي الذي لم يستند الى قواعد وتعليمات علمية واضحة كنتيجة للاهتمام غير المدروس بالتصنيفات العالمية والتي ساعدت على انتاج تعليمات الترقيات العلمية 167 لعام 2017 وتشجيع وزارة التعليم العالي ومن ثم الجامعات على النشر الواسع في المستوعبات العالمية واجبار طلبة الدكتوراه والماجستير للنشر في هذه المستوعبات (والاستشهاد من مجلات معينة محلية ودولية) دون البحث أو التفتيش أو التنقيب عن القيمة التي يمكن أن يضيفها أو يخلقها البحث مما أدى الى انتشار مكاتب صناعة الأوراق وسماسرة ادراج الاسم (مقابل ثمن) في أوراق ظاهرها رصين ومحتواها مفبرك أو مزيف أو مسروق أو خالي من أي قيمة علمية، والغاية أما الترقية العلمية أو التقييم السنوي أو رفع مؤشرات النشر العلمي للباحث، المدمر ان أغلب الباحثين الذين حصلوا على هذه الامتيازات خرجت ابحاثهم من مصانع الأوراق المشبوهة ونشرت في مجلات علمية (الرصين والمعتبر منها بدأ بمراجعة هذه الأوراق وسحب أغلبها لوجود استشهادات مشبوهة أو ثغرات علمية لم يستطع المؤلفون تبريرها أو معالجتها وعملية المراجعة مستمرة لكشف المشبوه والمزيف والمفبرك). المخجل ان من بين الباحثين الذين سحبت اوراقهم عمداء ورؤساء أقسام ومكرمين بهدايا ودروع وكتب شكر في أكثر من مناسبة علمية لإنتاجهم البحثي الذي يرفع التصنيف كما يقولون (دون أي قيمة علمية)، لكن المزلزل ان تسحب ست أوراق بحثية لمسؤول رفيع في وزارة التعليم العالي بسبب شبهتها بما ذكر وهذا يوجب التوقف الكامل والمراجعة الفورية لكل ما سبق نشره وترقيته وتنصيبه (وهي مسؤولية كل سلطات النظام الديمقراطي) لانقاذ سمعة التعليم العالي والجامعات العراقية، واحترام مكانة علماء العراق، ودور أقدم حضارة في التاريخ.

البحث العلمي الرصين أداة بناء

والبحث العلمي المشبوه معول هدم.